www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - الاستعداد للضيافة

الاستعداد للضيافة

ومع استمرار المواسم العبادية، من شهري رجب وشعبان ثم شَهرُ رمضان المُبارك، نقترب من موسم الحصاد، فها هو شَهرُ لِقاء اللهِ عَزَ وجل، وشَهرُ الضيافة العُظمى، قد دنا منّا وأقبل!
ونحن بدأنا بالاستعداد له من قبل فترة، وإلا فلمَ هذهِ الفضائل الكثيرة لشهري رَجب وشعبان؟
أجل! الاستعداد في شهرين قبل شهرِ رمضان، وفي شهر رمضان المُبارك نستعد في ثلاثة أسابيع لليلة القَدر الكُبرى؛ لنحظى بالجوائز العظمى!
فلا بد من الاستعداد الجيد لتكون الضيافة على قدرها ومستواها!
ولهذا يقول الإمام علي (عليه السلام) في عِبارة بَليغة جِداً: (يا كميل! إن هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها)؛ أي أكثرها استيعاباً! فلنوسع هذه الأوعية استعدادا وتهيئة للشهر المبارك!
فكم من صائم ليس لهُ من صيامه في شَهرِ رمضان المُباركِ إلا الظمأ، وكَم من قائمٍ ليسَ لَهُ من قيامهِ إلا العَناء!
إذن، لا بد من توسعة الإناء، فلنجعل شعارنا: (يا رَب، اجعل شهرنا هذا خَيرَ شهر رمضان مَرَّ علينا منذُ أن خلقتنا).
إن المؤمن يُهيِّئ نفسه لكُلِّ لحظةٍ من لحظات الشَهر الكريم بكلّ وسعه!
هُناكَ أعمال كثيرة للتهيئة والاستعداد نذكر منها عملين مهميّن : 
عمل خارجي.
وعَملٌ باطني.
أولاً: العَمل الخارجي..  في شهر القرآن من أراد تلاوة القرآن الكريم، عليه أن يقرأه وكأنّه هو المخاطب؛ أي عندما يمر بآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ﴾؛ فليقف لَحظة ثم يقول: لبيك يا رَب؛ ماذا تُريد مني؟.. وإن مر بآيات العذاب؛ فليستجر بالله عز وجل من عذاب الزقومِ والضريعِ والغِسلين! وإن مر بآيات النعيم: {مُتَّكِئينَ عَلَيهَا مُتَقَابِلينَيَطوفُ عَلَيهِم وِلدَانٌ مُّخَلَّدونَ}؛ فليسل الله عَزَّ وجل ذلكَ النعيم! 
فليكن هذا حالُنا عند تلاوة آيات القرآن الكريم.
ثانياً: العمل الباطني.. إن خَير الأعمال الباطنية في شهر رمضان المبارك؛ هي أن يُحسّن الإنسان خُلُقه! وحُسن الخُلق لا يعني البشاشة، هذا مصداقٌ له! فبعض الناسِ في شهرِ رمضان المبارك يغضبُ لأقلِ موجب، ولا يُتقن عملهُ الوظيفي، ويزدادُ سوءاً في الخُلُق بدعوى الصيام؟! فهذا ليس بصائم! لأنه من أفضل الأعمال في شهرِ رمضان، أن يُحسّن الإنسان خُلُقه! وحُسن الخُلق، يعني أن لا يُبقي خِصلَةً باطنيةً سيئة إلا ويقضي عليها: فلنبتعد عن احتقار الناس؛ وعن حسدهم؛ وعن سوء الظَن بهم؛ ولنتغلب على الأفكار الشهوية! فإذن، إن تنقية الباطن من كُلِّ سوء هي أفضل أعمال شهر رمضان المُبارك! فهنيئاً لمن كانَ شهرهُ هذا خَيرَ شهر رمضان مَرَّ عليه منذُ أن خَلقَه اللهُ تعالى!
وقد أوصى الإمام الخامنئي (حفظه المولى) بقراءة دعاء "وداع شهر رمضان" في أوله: " إنّني كُنت اُوصي الأخوة دائماً بقراءة دعاء الوداع لشهر رمضان في بداية الشهر ولو لمرة واحدة، لأنّه عندما نقرأ هذا الدعاء بخشوع وأنين في آخر ليلة من شهر رمضان المليء بالفضائل والحسنات، فقد انتهت الفرصة فينبغي على المؤمنين قراءة هذا الدعاء في بداية الشهر ليعرفوا قيمة هذه الفرصة".
فلنقرأه ولنسلم على الشهر الكريم من أوله ونقول:
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا شَهْرَ اللهِ الاكْبَرَ، وَيَا عِيْدَ أَوْلِيَائِهِ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أكْرَمَ  مَصْحُوب مِنَ الأوْقَاتِ، وَيَا خَيْرَ شَهْر فِي الأيَّامِ وَالسَّاعَاتِ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْر قَرُبَتْ فِيهِ الآمالُ وَنُشِرَتْ فِيهِ الاَعْمَالُ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ قَرِين جَلَّ قَدْرُهُ مَوْجُوداً، وَأَفْجَعَ فَقْدُهُ مَفْقُوداً، وَمَرْجُوٍّ آلَمَ فِرَاقُهُ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ أَلِيف آنَسَ مُقْبِلاً فَسَرَّ، وَأَوْحَشَ مُنْقَضِياً فَمَضَّ. 
السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ مُجَاوِر رَقَّتْ فِيهِ الْقُلُوبُ، وَقَلَّتْ فِيهِ الذُّنُوبُ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ نَاصِر أَعَانَ عَلَى الشَّيْطَانِ وَصَاحِب سَهَّلَ سُبُلَ الاحْسَانِ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا أكْثَرَ عُتَقَاءَ اللهِ فِيكَ وَمَا أَسْعَدَ مَنْ رَعَى حُرْمَتَكَ بكَ!.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَمْحَاكَ لِلذُّنُوبِ، وَأَسْتَرَكَ لِاَنْوَاعِ الْعُيُوبِ!

تقبل الله أعمالنا وأعمالكم


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد