www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان الشيطان أضعف ركنا |1|

ديننا
الشيطان أضعف ركنا
|1|

 

حقيقة الشيطان 
-1-
قال تعالى في محكم كتابه الكريم:﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ  إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ (ص / 82).
 
إنّ الشيطان هو العدوّ المبين للإنسان الذي توعّد بإضلاله وأقسم على ذلك حقداً وانتقاماً من آدم "عليه السلام" وأبنائه، بحيث لا يستثني أحداً منهم إلّا المخلصين الذين هم في أمان من غوايته لعدم تمكّنه من الاقتراب من ساحتهم.

حقيقة الشيطان: 
الشّيطان اسم جنس عام يشمل كل موجودٍ مؤذٍ مغوٍ طاغٍ متمرّد ، سواء كان إنساناً أم غير إنسان. 
أما إبليس فهو اسم عَلَمٍ خاص للشيطان الذي أغوى النبي آدم "عليه السلام"، و هو الذي أقسم على إغواء أبناء آدم حيث قال ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ  إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾. 
وإبليس هذا كان قد وصل إلى مقام الملائكة في الطاعة والعبادة والزلفى من الله تعالى، وتُقدر بستة آلاف سنة، ثم أعلن عصيانه وتمرده على الأمر الإلهي بالسجود لآدم بعد ذلك، فهوَى وتردّى بسبب سوء اختياره وتكبّره واستعلائه عن السجود لآدم "عليه السلام"، وانحرافه وإتباعه لهوى النفس وطلبه للجاه والعلو، فأصبح مورد اللعنة الإلهية. 

وإلى هذه الحقيقة يُشير القرآن الكريم ويذكر قصّة إبليس، وكيف أنه أصبح شيطاناً رجيماً بعيداً عن رحمة الله جَلَّ جَلالُه بعد أن كان مُقرباً، جاء في القرآن الكريم  ﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ  فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ  فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ  إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ  قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ  قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ  قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ  وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ  قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ  قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ  إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ  قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ  إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ  قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ  لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ (ص/71-85) .
 
ومنذ ذلك الوقت وإبليس يجهد في إغواء وإضلال بني آدم وذريته بكل ما لديه من الوسائل والسبل، ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ  ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ  قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ (الأعراف/ 16 - 18).
يتبع..

بقلم الشيخ محمد سعد


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد