www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - السير والسلوك إلى الله |1|

ديننا

السير والسلوك إلى الله
|1|

هل رأيت ألطف وأرحم منه؟
هو لا يحتاجك في شيء، ومع ذلك هو الذي يتحبّب إليك، وهو الذي يسعى إليك.
أنت الذي تحتاجه في كلّ شيء، وأنت الذي تعصيه، وأنت الذي تجحد بنعمه التي لا تحصى، وهو الذي يعود في كلّ مرّة ليطرق بابك ويقدّم نعمه.
ثمّ يبقي لك باب التوبة والإنابة مفتوحًا، ويفرح كلّ مرةٍ بعودتك، ولا يغلق بابًا بوجهك، بل يمحو كلّ إساءاتك، ويشقّ لك طريقًا للسير والسلوك إليه..
ويقول لك: "من تقرّب إليّ شبرًا تقرّبت إليه ذراعًا، ومن تقرّب إليّ ذراعًأ تقرّبت إليه باعًا، ومن أتاني مشيًا أتيته هرولة".
ولقد تعهّد –عزّ وجلّ- بمقتضى رحمته ولطفه أن يوصل من أراد الوصول إليه، فإذا قصدنا سلوك طريقه وعرف منّا صدق النيّة سوف تساعدنا يد العناية الإلهيّة دون شكّ ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾.
كما أنّه عزّ وجلّ طمأن عباده بأنّ من بدأ خطواته الأولى في طريقه عزّ وجلّ ثمّ فاجأه الموت، فإنّ يد العناية الإلهيّة ستدركه مرةّ أخرى وستوصله إلى ما أراد الوصول إليه ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾.
فعلامَ هذا التخاذل والتأخير إذا كانت رحمة الله بهذه السعة؟

بناءً على ما قدّمناه ما هو السير والسلوك؟
السير والسلوك إلى الله هو المصطلح الذي يعبّر عن الطريقة العباديّة والعمليّة التي ينتهجها الإنسان للوصول إلى الغاية أي إلى الله عزّ وجلّ. فالإنسان إذا كان يعمل لأجل القرب من الله تعالى، لا بدّ أن يتبع طريقةً محدّدة توصله إلى مقصوده. وقد درج استعمال هذا المصطلح كثيرًا لدى العرفاء، ولكن في الحقيقة السير إلى الله هو سنّةٌ كونيّة وحركة دائمة، فكلّنا منه وإليه راجعون، ولا بدّ لنا من معرفة طريق سيرنا وسلوكنا.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد