www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - عيد الأولياء |2|

عيد الأولياء
|2|

 

كيف نتهيّأ للضيافة الإلهية!
تخيّل لو أنك إنسان فقير، تحتاج لمعطف يقيك برد الشتاء، ولا تملك ثمن شرائه.. وقد مررتَ ذات يوم أمام متجر ملبوسات قد وضع لافتة بتنزيلات أسعار مغرية !
لا شك بأن أول ما ستفكر فيه هو الاستفادة من هذا العرض من اجل شراء المعطف الذي ينقصك!
ومن غير المنطقي بتاتا، أن تفكر بشراء قميصٍ جديدٍ مثلا، أو سروال، أو قفازات !

إنها القاعدة نفسها التي ذكرناها سابقًا، عن مريضٍ إذا أراد أن يعالج ألمه، قطعًا هو لن يكتفي بوضع الدواء في جيبه، ثم يقول لماذا لا أتحسن!
ولا بأن يتناول هذا الدواء على مزاجه، وبخلاف الوصفة الطبية، ثم يلوم الطبيب بعدم شفائه..

وشهر رمضان المبارك، هذا العلاج النوراني لمشاكل أرواحنا وأجسادنا، ينبغي أن نتعامل معه على هذه القاعدة.
فلا يكفي أن نقول "لقد جاء بلسم آلامنا، فلنتزود من كرمه وفيوضاته.." مع أن هذا الأمر هو الخطوة الأولى التي ندركها جميعًا.. لكنها ما زالت خطوة غير مكتملة!
إنما يجب أن نستثمر هذا العرض في الوجهة التي أمسّ ما نحتاجها في شخصيتنا وحياتنا..

والجميل في هذا الشهر العزيز، أن كل العوامل المعيقة لحركة الإنسان التكاملية، قد ضبطها لنا الخالق عز وجل، إفساحًا في المجال أمامنا لاغتنام الفرصة..
فالشياطين بوساوسها ومكائدها أصبحت مغلولة.
والنفس الأمارة بالسوء صاحبة الأهواء والأماني التي لا تنتهي، كذلك أصبح لنا قوة وإرادة السيطرة عليها من خلال الرياضة الروحية المتمثلة بالصيام.
فماذا يمنعنا إذًا من فك كل هذه القيود عن أرواحنا وقلوبنا، والانطلاق نحو فضاءات المحبوب؟
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد