www.tasneem-lb.net

الإمام محمد الباقر(ع)

الحياة السياسية للإمام الباقر عليه السلام.

 

الحياة السياسية للإمام الباقر عليه السلام. 

إنّ مساحة العمر الجهادي للإمام الباقر عليه السلام كانت غنية بالمواقف الحاسمة والأعمال التي أسست للسياسة المبدئية الناهضة لأهل البيت عليهم السلام بعد مصيبة كربلاء، وفي مواجهة السلطة الجائرة سواء كانت أموية أم عباسية. 
فأصبح أتباع أهل البيت مجموعة متميزة ذات وجود مستقل منتشر وواضح في كثير من الأقطار الإسلامية خاصة في العراق والحجاز وخراسان وأصبح لها تنظيم فكري وعملي. 
أما بالنسبة لواقع المجتمع أنذاك فقد كان منقسمًا إلى: 
1-الطبقة الحاكمة: غارقة بالملذات، تهتك الحرمات وتمارس سياسة الظلم والتنكيل تجاه أتباع أهل البيت عليهم السلام وعموم الأمة. 
2- العلماء: وكثير منهم في خدمة السلطان ويرتزق من عطاياه. 
3-عامة الناس: وقد أخذت موجات الشك والتضليل وسياسة التجهيل المتعمدة مأخذها فيهم. 
أمام هذا وجد الإمام في حسابات الواقع  والأهداف المأمولة أنّ المطلوب هو خوض مواجهة شاملة على الصعد السياسية والثقافية والاجتماعية والتربوية والروحية وغيرها، فدفعه ذلك نحو حركة دائبة لا تعرف الكلل ولا الملل من أجل تغيير هذاالواقع والنهوض بالواجب الإلهي إزاء هذا الانحراف.
ومن بعض المشاهد على سياسات الإمام في المواجهة
النموذج الأول: 
تقريع أولئك الذين باعوا ذممهم من العلماء والشعراء، في محاولة لإيقاظ ضمائرهم… 
النموذج الثاني بوجه السلطان الجائر: 
حينما استدعاه هشام بن عبد الملك إلى الشام وأوعز إلى من حوله أن يوبخوا الإمام بمجرد دخوله، ودخل الإمام غير عابئ بهم وسلم دون تخصيص وجلس بلا استئذان مما أغضبه شاما فراح يوبخه وهو ساكت إلى أن انتهوا، فنهض قائمًا وقال" أيها الناس أين تذهبون وأين يراد بكم؟ بنا هدى الله أولكم وبنا يختم أخركم، فإن يكن لكم ملك معجل فإنّ لنا ملكًا مؤجلاً، وليس بعد ملكنا ملك لأنّا أهل العاقبة يقول الله عز وجل{والعاقبة للمتقين } فأمر هشام به إلى الحبس… 
هكذا عاش الإمام (حياة الجهاد بمختلف ألوانها) بوجه الجور والظلم، وهكذا خطط لما بعد وفاته.. 
فسلام عليه يوم ولد ويوم جاهد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا. 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد