www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - الدعاء المبارك |3|

الدعاء المبارك 

|3|

ويختم الإمام الحسين عليه السلام دعاءه يوم أصبح لا ناصر له ولا معين سوى الله تعالى وتلك الثلّة القليلة من خيرة الأصحاب فيقول مناجياً ربّه :"فَأَنْتَ وَلِي‌ُّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ ، وَمُنْتَهَي‌ كُلِّ رَغْبَةٍ"
نعم يقول ذلك مستشهدا بقوله تعالى:
" إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ- سورة الأعراف " إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ  وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ".
سورة الأعراف /١٩٦- ١٩٧
المعبودات التي لا قيمة لها:
فيقول: إن وليي الله وحده لا شريك له، وهو سبحانه ليس وليي وحدي فحسب، بل هو ولي جميع الصالحين.
ثم يؤكد كما يؤكد القرآن الكريم فيقول: إن هؤلاء القوم الذين يشدّون أزرهم بغير الله وخاصة الذين قاتلوه ونهبوه وشرّدوا عياله وسَبوا حريمه فهم الذين لن يكون حليفهم النصر ولا التوفيق في الدنيا والآخرة، لأنهم وثقوا بالحكام الظلمة الذين لا يهتمون في هذه الدنيا إلا للنفوذ والزعامات والتسلط على بني البشر كأمثال الطاغية يزيد وأمثاله من بني أميّة وغيرهم، الذين وعدوهم بالوعود الواهية والكاذبة بتملك الأراضي المغصوبة والمناصب الفارغة والأموال المنهوبة.
فهذه كانت رغباتهم.
وأما الإمام فيقول أنا رغبتي بما عندك يا رب من نعيمك الذي وعدت به الأولياء والصالحين فهذا الوعد الحق الذي لا ينفذ ولا يزول أبدًا.
لا! بل رغبتي العظمى هي لِقاؤُكَ يا قُرَّةُ عَيْني، وَوَصْلُكَ يا مُنى نَفْسي، وَاِلَيْكَ شَوْقي، وَفي مَحَبَّتِكَ وَلَهي، وَاِلى هَواكَ صَبابَتي، وَرِضاكَ بُغْيَتي، وَرُؤْيَتَكَ حاجَتي وَجِوارُكَ طَلَبي.
وهكذا أنهى الإمام دعاءه موضحاً لنا كيفية امتلاك العشق للحضرة الإلهية، فالله تعالى يرى عبادتنا وتعلقنا به فما التوفيق للطفه والجذب إليه تعالى، إلا بالانقطاع إليه تعالى، وبالتوكل عليه فبذلك يزداد المرء المؤمن شوقاً وولهاً بخالقه تعالى حتى أنه يصبح لا يرى سواه ولا يثق بغيره ولا يعتمد إلا عليه فالله نعم المولى ونعم النصير.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد