www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - عاشوراء والتغيير القيمي |3|

ديننا
عاشوراء والتغيير القيمي
|3|

عاشوراء وصدق الولاء
رأينا الكثير من الحركات الدينية وغير الدينية كيف عانت من النفعيين والوصوليين في صفوفها، ورأينا كيف يمكن للشخص الضعيف أن يحرف ولاءه من جهة إلى جهة ثانية تحت ضغط الواقع والمصالح الخاصّة.
أما الإمام الحسين (عليه السلام) فقد أصبح مخلداً تؤمّه الملايين سنوياً لتستلهم منه روح العزة والاستقامة والصمود.
باستمرار عاشوراء أعيد إنتاج مفهوم الشجاعة المنبسقة من الإرادة المقدّسة والحديث عن مكوّناته وكيفيات صنعها وتأثيراتها ونتائجها وغير ذلك؟
هنا يظهر مفهوم «قلوبهم معك وسيوفهم عليك»، حيث تهيمن ثقافة التثبيط بلغات متعدّدة، يقولون لك: 
لا فائدة من العمل! 
أمّة لن يصلح أمرها! 
شعوبنا لن تستجيب! 
لن تجرّ سوى الويلات على نفسك والنقد والتجريح والهجوم والاعتداء. 
هذه هي نفس الثقافة التي احتواها الحوار التاريخي بين الإمام الخميني وأحد العلماء البارزين رحمهما الله.
وعلى أبعد تقدير يتكلّم المثبّطون بلسان الحرص على الحسين عليه السلام: 
لا تخرج فإنّك مقتول
لا تخرج فسوف يغدر بك أهل الكوفة
 لا تخرج..
بحضور الشجاعة ببعدها الإنساني في ثورة كربلاء جعل هذا البعد حاضراً في الوجدان الجمعي الإنساني ينفجر قيام وثورة إذا تهيأت له الظروف، وهذا البعد من المرتكزات الأساسية التي قامت عليها ثورة الإمام الخميني قده وكتب لها النجاح.
حيث يقول فيها " كل ما لدينا هو من كربلاء الحسين (السلام)."  
واليوم نرى انتشار أتباع مدرسة أهل البيت في كل مكان من أنحاء الدنيا، والجميع بدأ يتعرف على أبعاد نهضة الإمام الحسين (عليه السلام)، فلم يعد ممكناً حصار فكر وثقافة أهل البيت كما كان مطبقاً سابقاً من قبل أعداء أهل البيت، التي لم يستطع أعداؤها بكل ما لديهم من أدوات القمع والدكتاتورية أن يحاصروها فضلاً عن القضاء عليها، وكل ذلك ببركة ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، وجهاد أتباع هذه المدرسة المباركة طوال التاريخ.
وهي مثلت بحق الإسلام في فهمه الصحيح وستبقى تبث أشعتها القوية والمفيدة في كل اتجاه لتنشر قيم الحق والعدل والحرية.
بقلم د. ليلى صالح


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد