www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - الإمام علي بن الحسين عليه السلام ما بين محرم وصفر ألم، حزن وتعب وتضحية |2|

شعائرنا
الإمام علي بن الحسين عليه السلام ما بين محرم وصفر ألم، حزن وتعب وتضحية
|2|

وتشاء القدرة الإلهية أن يكون الإمام السجاد عليه السلام مريضاً يوم المعركة، مع أن الروح المحمدية العلوية الحسينية لم تكن تسمح له بالنظر إلى مصارع أولئك الأصحاب والأهل، فتحامل على مرضه واستقوى عليه متكئاً على عصا يريد الخروج إلى الميدان بعد أن خلت الساحة من الناصر والمعين، إلاَّ أن سيد الشهداء عليه السلام عندما رأى منه ذلك، أمر النساء من أهل بيته بإعادته إلى فراشه فهناك واجب ثقيل لا يقدر على حمله غيره في مرحلة ما بعد الحسين عليه السلام.
فالقضية ليست قضية إرادة استشهاد بل هي أكبر من ذلك.
ودم الحسين عليه السلام مع من سقطوا معه شهداء، كفيلٌ بالنهوض بالأمة إذا وصل صوت كربلاء الرافض للظلم إلى الأسماع.
وهناك خط الإمامة الذي لا ينبغي أن تخلو منه أرض الله سبحانه وتعالى لأنه الضمانة لاستمرار الحياة البشرية وهذا الخط وإن كان مكفول البقاء بعد كربلاء بالإمام الباقر عليه السلام الذي كان طفلاً صغيراً إلّا أن هذا كان يعني أن يتأخر إسماع الصوت الحسيني الثائر الشهيد حتى يصل الإمام الباقر عليه السلام إلى السن التي يتمكَّن فيها من القيام بمسؤوليات الإمامة ومقتضياتها، وفي هذا على احتمال كبير ضياع دم الحسين ‏عليه السلام ونسيان كربلاء من عقول وقلوب أبناء الأمة مما يعطي الفرصة لبني أمية أن يوجّهوا الضربة القاضية للإسلام ساعتئذٍ، ولهذا كان مرض الإمام السجاد عليه السلام طريقاً لعدم استشهاده وليقوم بمهمة تبليغ الرسالة الحسينية.
"لمّا أصابنا بالطفّ ما أصابنا، وقتل أبي عليه السلام، وقتل من كان معه من ولده وأخوته وسائر أهله، وحُملت حرمه ونساؤه على الأقتاب يراد بنا الكوفة، فجعلت أنظر إليهم صرعى ولم يواروا، فعظم ذلك في صدري، واشتدّ لما أرى منهم قلقي، فكادت نفسي تخرج، وتبيَّنت ذلك منّي عمّتي زينب الكبرى بنت عليّ عليه السلام، فقالت: 
ما لي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدّي وأبي وأخوتي، فقلت: وكيف لا أجزع وأهلع، وقد أرى سيّدي وأخوتي وعمومتي وولد عمّي وأهلي مضرّجين بدمائهم، مرمّلين بالعَرا، مسلّبين، لا يكفّنون ولا يوارون، ولا يعرج عليهم أحد، ولا يقربهم بشر، كأنّهم أهل بيت من الديلم والخزر.." الإمام السجاد عليه السلام. ⭕كامل الزيارات لابن قولويه القمّي ص 445.
الجزء الثالث، يتبع...
شبكة المعارف الإسلامية الثقافية الإلكترونية (بتصرف).


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد