www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - الإمام علي بن الحسين عليه السلام ما بين محرم وصفر ألم وحزن وتعب وتضحية |4|

شعائرنا
الإمام علي بن الحسين عليه السلام ما بين محرم وصفر ألم وحزن وتعب وتضحية
|4|

ثمّ أدخل ثقل الحسين عليه السلام ونساؤه على يزيد، وهم مقرّنون بالحبال، فقال عليّ بن الحسين: 
"أنشدك الله يا يزيد، ما ظنّك برسول الله صلى الله عليه واله وسلم لو رآنا على هذه الصفة"؟ فأمر يزيد بالحبال فقطعت1.
وضمن تلك الأحداث المفجعة، والموقف الرهيب، دعا يزيد بالخاطب، فيذمّ الحسين وأباه، فصعد وبالغ في ذمّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب والحسين الشهيد، والمدح لمعاوية ويزيد.
فصاح به عليّ بن الحسين عليه السلام :  "ويلك أيّها الخاطب، اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق، فتبوّأ مقعدك من النّار" 2.
ثمّ قال الإمام : "يا يزيد، ائذن لي حتّى أصعد هذه الأعواد، فأتكلّم بكلمات لله فيهنّ رضا، ولهؤلاء الجلساء فيهنّ أجر وثواب" ، فأبى يزيد، فقال الناس: يا أمير المؤمنين، وما قدر ما يحسن هذا! فقال: إنّه من أهل بيت قد زقّوا العلم زقّ، فلم يزالوا به حتّى أذن له.
فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ خطب خطبة أبكى منها العيون، وأوجل منها القلوب، فقال: "أيّها الناس أُعطينا ستّاً وفُضّلنا بسبع....، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي. 
أيّها الناس أنا ابن مكّة ومنى..
فلم يزل يقول: أنا.. أنا.. حتّى ضجّ الناس بالبكاء والنحيب، وخشي يزيد- لعنه الله- أن يكون فتنة، فأمر المؤذّن، فقطع عليه الكلام.
فلمّا قال المؤذّن: الله أكبر الله أكبر، قال عليّ عليه السلام : "لا شيء أكبر من الله"، فلمّا قال: أشهد أن لا إله إلّا الله، قال عليّ بن الحسين: "شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي"، فلمّا قال المؤذّن: أشهد أنّ محمّداً رسول الله، التفت من فوق المنبر إلى يزيد، فقال: "محمّد هذا جدّي أم جدّك يا يزيد؟ فإن زعمت أنّه جدّك فقد كذبت وكفرت، وإن زعمت أنّه جدّي فلمَ قتلت عترته"؟ فلم يجبه يزيد 3.

هوامش:
1- ابن طاووس: الملهوف على قتلى الطفوف ص 213.
2- المصدر السابق ص 219.
3- سبهر محمّد تقيّ: ناسخ التواريخ، ترجمة وتحقيق سيّد عليّ جمال أشرف ج 3 ص 100، عن المجلسيّ في بحار الأنوار ج 45 ص 137.
شبكة المعارف الإسلامية الثقافية الإلكترونية (بتصرف).


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد