www.tasneem-lb.net

أميري علي(ع)

أميري علي (ع) - الإيثار يعني علي..

الإيثار يعني علي..


}وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ}، الآية الشّريفة نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام):

وقف عليّ بن أبي طالب عليه السلام لمدّة ثلاث عشرة سنة إلى جانب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وفي أصعب المواطن. صحيحٌ أنّ هجرة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كانت اضطراريّة وتحت الضّغط المتواصل لقريش وأهل مكّة، لكنّها كانت ذات مستقبلٍ مشرق. فالجميع كان يعلم أنّ هذه الهجرة هي مقدّمة النّجاحات والانتصارات. هناك عندما تتجاوز أيّ نهضةٍ مرحلة المحنة لتدخل في مرحلة الرّاحة والعزّة، هناك عندما يكون الجميع منشغلًا، بحسب العادة، لكي يصلوا أسرع من غيرهم، علّهم يأخذون من المناصب الاجتماعيّة شيئًا، وينالون الموقعيّةً، في تلك اللحظة بالذّات، كان أمير المؤمنين (عليه السلام) مستعدًّا لأن ينام مكان الرسول (صلى الله عليه وآله) في فراشه، في تلك الليلة المظلمة الحالكة، حتّى يتمكّن الرّسول من الخروج من منزله ومن هذه المدينة. في تلك الليلة، كان مقتل من ينام على ذاك الفراش أمرًا شبه قطعيّ، ومسلّمًا به.

كوننا نحن نعلم ما حدث، ونعلم أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لم يُقتل في تلك الحادثة، هذا لا يعني أنّ الجميع في تلك الأثناء كان يعلم ذلك، كلّا، فالقضيّة كانت أنّه في ليلةٍ حالكة، وفي لحظة معيّنة، كان من المقرّر أن يُقتل شخصٌ حتمّا. كان يُقال إنّه، ومن أجل أن يخرج هذا السيّد من هنا، ينبغي أن يكون هناك شخصٌ آخر مكانه حتّى يشعر الجواسيس، الّذين يُراقبون، بأنّه ما زال هناك، فمن هو المستعدّ لذلك؟ هذا هو إيثار أمير المؤمنين عليه السلام الّذي يُعدّ بذاته حادثةً استثنائية من حيث الأهمّية. لكنّ توقيت هذا الإيثار يزيد من أهميّته. ففي أيّ وقتٍ كان ذلك؟ في الوقت الذي كان متوقّعًا أنّ تصل فيه هذه المحنة إلى نهايتها، وأن يذهبوا لتشكيل الحكومة، وأن يكونوا مرتاحين، وأهل يثرب قد آمنوا وينتظرون النبيّ. الكلّ كان يعلم ذلك. في مثل هذه اللحظة، يقوم أمير المؤمنين عليه السلام بهذا الإيثار، فلا ينبغي أن يكون هناك أيّ دافعٍ شخصيّ في مثل هذا الإنسان، حتّى يقدم على مثل هذه الحركة العظيمة.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد