www.tasneem-lb.net

محمد حبيب الله (ص)

الَمبعَث الميمون

الَمبعَث الميمون

من عرف النبي(صلى الله عليه وآله) وعرف نعمة بعثته، يعظم عنده يوم المبعث، ويعظم فرحه به، ويكثر من الصلوات والثناء على المبعوث فيه رحمة للعالمين (صلوات الله المباركات عليه وآله).

 فالناس بعد بعثته على أقسام وأحزاب 

حزب كفروا برسالته ودعوته، فاستحقوا بذلك الحرب والقتل والعذاب الخالد.

وحزب أسلموا ظاهرًا ونافقوا ولم يسلموا بقلوبهم ، فخُلِّدوا بنفاقهم أسفل الدركات.

وحزب أسلموا ظاهرًا وباطنًا، وخلطوا عملًا صالحًا وآخرسيئا، وكان مرجوٌّ في حقهم الجنة بغير حساب.

وحزب عملوا مع ذلك الصالحات، وزادوا في الحسنات، ووعدهم ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار، وغفر لهم ذنوبهم، وبدّل سيئاتهم بأضعافها من الحسنات.

وحزب زادوا مع ذلك تزكية النفس من الأخلاق الرذيلة،وتحليتها بالأخلاق الكريمة. وتقرّبوا بذلك إلى الله (جل جلاله) فقربهم ورفع لهم الدرجات.

وحزب زادوا مع ذلك تحصيل معرفة ربهم بإكثار الذكروالفكر، والمجاهدة الشديدة، واشتغلوا بذكر ربهم عمّا سواه، حتى عرفوه ووحّدوه بالتوحيد الخالص، واشتاقوا إلى لقائه فقبلهم ربهم بقبولٍ حسنٍ وقربهم وكشف عنهم الحُجُب كلها، وأراهم جماله فرأوه بأبصار قلوبهم بغير حجاب، وأولئك هم السابقون المقرّبون.


فليتفكرِ الإنسان في حاله وَليُغِر في نفسه وليتعرف عليها وليوطد علاقته بخالقه ليفتح له الآفاق للدخول في عالم الحب الإلهي، لعله يُفرح بذلك المبعوث المبارك فيهذا اليوم الميمون ليلحقه المولى به وبآله الأطهار ويُقعده مقعد صدق ٍفي جواره عند مليكٍ مقتدر. ليكون من رفقاء الأنبياء والشهداء وحسُن أولئك رفيقا.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد