www.tasneem-lb.net

الإمام الحسن المجتبى(ع)

الإمام الحسن المجتبى عليه السلام -7- الغاية من الصلح

الإمام الحسن المجتبىعليه السلام -7-

الغاية من الصلح

يقول الإمام القائدالسيد علي الخامنائي دام ظله:

إن الناس الذين كانوايخضعون لتربية تلك الأجهزة، كانوا يدرجون على عدم التفوه بما يخالف هوى الخليفةورغبته، فيا له من مجتمع! ويا له من إنسان! وأين هي تلك الإرادة الإلهيةوالإسلامية الموجودة في الناس لإصلاح المفاسد وإزالتها وجعل المجتمع مجتمعاًإلهياً؟ فهل مثل هذا الشيء سيكون ممكناً؟

 في تلك الفترة كان المتزلفون للزعماء والخلفاءهم الممسكين بزمام الأمور، فلم تُقسم الأعمال وفقاً للصلاح والكفاءة، وعادة العربيهي أن يولي بالغ اهتمامه بالأصل والنسب، حيث يتساءل: من أية عشيرة ينحدر فلانٌ؟ومن هم آباؤه؟ بيد أن هؤلاء لم يكونوا يلتزمون بالأصول والأنساب أيضاً...

وفي زمن عبد الملكوبعض أولاده، تم تنصيب يوسف بن عمر الثقفي والياً على العراق لفترات طويلة، وبقييحكم العراق سنوات متمادية. وكان معقداً شقياً.

 ومن نافل ما يُنقل عن عقدته أنه كان قصيرالقامة، فكان عندما يعطي قطعة القماش للخياط كي يخيطها له، يسأل الخياط: هل تكفيهذه القطعة لقامتي؟ فكان الخياط ينظر إلى هذه القطعة من القماش وإذا قال مثلاًإنها مناسبة لك أيها الأمير وربما تزيد، كانوا يأخذون منه ذلك القماش فوراً ويأمرونبمعاقبته. فأدرك الخياطون القضية، من هنا عندما كان يعرض عليهم قطعة القماشويسألهم ما إذا كانت تكفي لهيكله أم لا، كانوا يردون: كلا، يبدو أنها لا تكفيويلزمنا كثير من الجهد لكي نجعلها تتسق مع بدنك الضخم. فكان يسره ذلك، رُغم علمهبكذب الخياط! لقد كان أحمق إلى هذا الحد! إنه ذلك الرجل الذي قتل زيد بن علي عليهالسلام في الكوفة.

 فمثل هذا، تسلط على نفوس الناس وأموالهموأعراضهم سنوات عديدة، لا لأصل أو نسب ولا علمٍ أو قابلية ولكن لقربه من قطبالسلطة عُين لهذا المنصب، وهذا وبال، ومن أعظم الآفات التي تفتك بأي نظام. 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد