www.tasneem-lb.net

أميري علي(ع)

ومزاج تسنيم.. علي-2-

ومزاج تسنيم.. علي-2-

علي علي علي

((اليومأكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا))

ما المراد بكمالالدين وإتمام النعمة

الإكمال والإتماممتقاربا المعنى.

 كمال الشيء حصول ما هو الغرض منه.

 تمام الشيء انتهاؤه إلى حد لا يحتاج إلى شيءخارج عنه.

فالمراد من الدين هومجموع المعارف والأحكام المشرعة وقد أُضيف إلى عددها اليوم شيء.

والنعمة كانت أمراًواحداً كأنه ناقص غير ذي أثر...

 فلنرى كيف تُمم وترتب عليه الأثر المتوقعمنه.

قال تعالى «وإن تعدوانعمة الله لا تحصوها» وقال: «وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة».

وقد وصف تعالى بعضالنعم في كتابه الكريم بالشر وباللعب واللهو...

فإذا كانت الأشياءالمعدودة نعمًا إنما تكون نعمة إذا وافقت الغرض الإلهي من خلقتها لأجل الإنسان،فإنها إنما خُلقت لتكون إمدادًا إلهيًا للإنسان يتصرف فيها في سبيل سعادتهالحقيقية، وهي القرب منه سبحانه بالعبودية والخضوع للربوبية... قال تعالى: «وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون».

فكل ما تصرف فيهالإنسان للسلوك إلى حضرة القرب من الله، وابتغاء مرضاته فهو نعمة، وإن انعكس الأمرعاد نقمة في حقه، ولازمه أن النعمة الحقيقية هي الولاية الإلهية.

 فالإسلام وهو مجموع المعارف والأحكام -ومنحيث العمل به- على ولاية الله وولاية رسوله وأولياء الأمر بعده نعمة.

 ولا يتم ولاية الله سبحانه وتعالى أيتدبيره بالدين لأمور عباده إلا بولاية رسوله، ولا ولاية رسوله إلا بولاية أوليالأمر من بعده، وهي تدبيرهم لأمور الأمة الدينية بإذن من الله.

قال تعالى: «يا أيهاالذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم».

فاليوم أكملت لكممجموع المعارف الدينية التي أنزلتها إليكم بفرض الولاية.

وأتممت عليكم نعمتيوهي الولاية التي هي إدارة أمور الدين وتدبيرها تدبيرًا إلهيًا؛

فإنها كانت إلى اليومولاية الله ورسوله، وهي إنما تكفي ما دام الوحي ينزل، ولا تكفي لما بعد ذلك منزمان انقطاع الوحي، ولا رسول بين الناس يحمي دين الله ويذب عنه بل من الواجب أنينصب من يقوم بذلك، وهو ولي الأمر بعد رسول الله "صلوات الله عليه وآله"القيم على أمور الدين والأمة.

 فالولاية مشروعة واحدة، كانت ناقصة غيرتامة حتى إذا تمت بنصب ولي الأمر بعد النبي.

وإذا كمل الدين فيتشريعه، وتمت نعمة الولاية فقد رضيت لكم من حيث الدين الإسلام وهو دين التوحيدالذي لا يعبد فيه إلا الله ولا يُطاع فيه- والطاعة عبادة- إلا الله ومن أمر بطاعتهمن رسول أو ولي.

((إنماوليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)).

فالآية تُنبىء عن أنالمؤمنين اليوم في أمن بعد خوفهم، وأن الله رضي لهم أن يتدينوا بالإسلام الذي هودين التوحيد.

فعليهم أن يعبدوه ولايُشركوا به شيئًا بطاعة غير الله أو من أمر بطاعته.

المصدر: تفسيرالميزان للسيد الطبطبائي ج٥


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد