www.tasneem-lb.net

أخلاق

أربعينية ترك الذنوب والمعاصي-16-

أربعينية ترك الذنوب والمعاصي-16-

هل تستطيع أن تتميّزأربعين صباحاً؟..

يحاول الإنسان أنيجعل كل عمله في هذه الأربعينية عملًا متميّزًا!!

فكل إنسان مشروع لأنيكون ولياً من أولياء الله -عز وجل- بالمعنى الأخص؛ ولكن ضعف الهمم، والركون إلىالدنيا؛ تجعل الإنسان يتقاعس عن ذلك، يقول تعالى: ﴿اثَّاقَلْتُمْ إلَى الأَرْض﴾؛وإلا كل واحد مشروع لأن يكون في القمم.. والدليل على ذلك أنه في ليالي القدر،يتعبد بالأوامر الإلهية: إحياءً، وصلاةً، ودعاءً، وبكاءً، ما يقرب من اثنتي عشرةساعة.. وكذلك فإنه يتحمل عناء الحج، حيث يبقى لعدة ليال وأيام دون نوم: بين طواف،وسعي، ورمي، ووقوف، ومبيت؛ حتى الإنسان الضعيف يقوم بهذه الأعمال؛ فما الذيتغير؟.. ما ذلك إلا لأن العبد أراد أن يكون متميزاً؛

 فتميّز!..

هذه الأربعينية فرصتكأيها المؤمن للتميز!!

 لذا في هذه الفترة الزمنية هناك ثلاث اقتراحات:اقتراح لعامة الناس، واقتراح لخاصة الناس، واقتراح لخواص الخواص.. والإنسان يختارفيما بين هذه الأقسام ما يشاء.

الاقتراح الأول:أربعينية الألفاظ.. الاقتراح الذي هو أضعف الإيمان، أن يلتزم الإنسان في هذهالأربعينية بعمل عبادي: بسورة، أو بزيارة، أو بما يشاء من الذكر.. فعدد الأربعينعدد مبارك، لذا لا بأس أن يقوم الإنسان بذلك برجاء المطلوبية، وخاصة إذا كان العملمأثوراً، كدعاء العهد مثلاً.

الاقتراح الثاني:أربعينية العمل.. كم من الجميل أن يشكر كل مؤمن الله -عز وجل- على توفيقه بالاعانةللرسول الأكرم "صلوات الله عليه وآله" على هذا الشهر المبارك من صياموقيام فعن الرسول الأكرم"صلى الله عليه وآله":

"ألا إنَّ شعبانَ شهري رحمَ اللَّهُ مَنأعانني على شهري"

فيجعل هذه الأربعينيةوفاءً وشكراً؛ لما منَّ الله به عليه من هذا التوفيق، فيعاهد ربه على ترك المعاصيوالذنوب، وعلى أن يكون على خير حال؛ وذلك لأن النفس لا تتحمل الطاعة طوال السنة،فيقول: يا نفسي، تحملي الطاعة أربعين يوماً فقط..ولكنه لم يتقدم خطوة للأمام..

الاقتراح الثالث:أربعينية الإخلاص، فقد قال النبي (صلوات الله عليه وآله):

"من أخلص لله أربعين يوماً؛ فجّر اللهينابيع الحكمة من قلبه على لسانه"

 فالأربعينية الأولى، قد يلتزم الإنسان فيهابزيارة، أو بعمل عبادي معين، ولكن لا يأخذ من الله -عز وجل- إلا الأجر في الآخرة؛وهذا شيء جيد..

 وفي الأربعينية الثانية، يتخلص من الذنوبوالمعاصي، فيعيش حالة العدالة؛ وهذا شيء عظيم أيضاً..

أما الأربعينيةالثالثة نتيجتها تفجر ينابيع الحكمة في القلب، هذه الينابيع تجري على اللسانأيضاً؛ فيا لها من مزية!...

ويا له من تميّز!!


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد