www.tasneem-lb.net

أخلاق

تباشير المساء-3-

تباشير المساء-3-

الحلقة الثالثة

كما الليلة الفائتة،رجع ليكرر ساعات يومه التالي.

غلبه النعاس قبل موعدهالأول بنصف ساعة.

رجع آفلًا إلى البيت،أمه كعادتها، افترشت مصلاها وبصوت خافتٍ وبكاء يدمي القلب:

"ارحم َعنْدَ المَوْت كُرْبَتي وَفي القَبْر وَحْدَتي وَفي اللَّحْد وَحْشَتي وَإذانُشرْتُ للْحساب بَيْنَ يَدَيْكَ ذُلَّ مَوْقفي، وَاغْفرْ لي ماخَفيَ عَلى الادَميّينَمنْ عَمَلي وَأَدمْ لي ما به سَتَرْتَني.... يا سَيّدي أَنْ وَكَلْتَني إلى نَفْسيهَلَكْتُ سَيّدي فَبمَنْ اسْتَغيثُ إنْ لَمْ تُقلْني عَثْرَتي فَإلى مَنْ أَفْزَعُإنْ فَقَدْتُ عنايَتَكَ في ضَجْعَتي وَإلى مَنْ أَلْتَجيُ إنْ لَمْ تُنَفّسُكُرْبَتي؟ سَيّدي مَنْ لي وَمَنْ يَرْحَمُني إنْ لَمْ تَرْحَمْني.." وتجهشبالبكاء تارةً ويخبو صوتها تارةً أخرى. استلقى على أريكة علّه يهدّئ من صداعه،واستمع بحرقة لما رددته أمه في دعائها.

ردد في داخله أفكارًاغيّرت معالم حياته، أمي الحبيبة، أنا الذي أرى فيك جسر عبوري إلى الحياة،أوتبكين؟؟

 لم أشاهد دمعتك منذ زمن. أذكرك تبكين جدي حينماودعته بحرقة يوم عاد شهيدًا بعدما قصد زيارة الإمام الحسين عليه السلام، فقضىشهيدًا بانفجار صنعته أيدٍ تكفيرية حاقدة.

وأذكرك تبكين، حينماعدتُ يومًا داميًا بعد شجار مع أبناء الجيران، وظننت يومها أن بكاءك لحالي وإنماكان من أجل " الجار قبل الدار" كما قلت لي يومها.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد