www.tasneem-lb.net

أخلاق

تباشير المساء-4-

تباشير المساء-4-

الحلقة الرابعة

غفا في تلك الليلة،وتزاحمت الأفكار في رأسه. لقد كان لكلمات الدعاء وقع كبير في نفسه. لكنه حاول أنيقضي يومه الخامس من شهر رمضان كسابقاته، بين النوم والتلفاز والهاتف.

وبعد إفطاره، توجّهإلى المقهى. أحسّ بحرارة المكان في الداخل، فأخرج نرجيلته وتوجه إلى مكان ٍيستطيعفيه التقاط أنفاسه واستنشاق الهواء.

في الخارج، إلىاليمين من المقهى دسكرة توصل إلى مسجد البلدة، بعض العجائز والشبان والنسوةاللواتي يرافقهن صغارهن يتراكضون للالتحاق بركب قارئ دعاء الافتتاح.

إنه موعدهم الليلي،كما يعرف من والدته التي تتصدر الزاحفين نحو بيت الله. صوت الدعاء يعلو من مكبرصوت المسجد، استمع لكلمات الدعاء بتأنٍّ إلى أن وصل القارئ إلى:

" ..اَللّـهُمَّانّي اَسْاَلُكَ قَليلاً منْ كَثير، مَعَ حاجَة بي الَيْه عَظيمَة وَغناكَعَنْهُ قَديمٌ، وَهُوَ عنْدي كَثيرٌ، وَهُوَ عَلَيْكَ سَهْلٌ يَسيرٌ، اَللّـهُمَّانَّ عَفْوَكَ عَنْ ذَنْبي، وَتَجاوُزَكَ عَنْ خَطيـئَتي، وَصَفْحَكَ عَنْ ظُلْميوَستْرَكَ عَنْ قَبيح عَمَلي، وَحلْمَكَ عَنْ كَثير جُرْمي، عنْدَما كانَ منْخَطئي وَعَمْدي، اَطْمَعَني في اَنْ اَسْأَلَكَ ما لا اَسْتَوْجبُهُ منْكَ،الَّذي  رَزَقْتَني منْ رَحْمَتكَ، وَاَرَيْتَني مَنْ قُدْرَتكَ،وَعَرَّفْتَني منْ اجابَتكَ، فَصرْتُ اَدْعُوكَ آمناً، وَاَسْاَلُكَ مُسْتَأنساً،لا خائفاً وَلا وَجلاً، مُدلاًّ عَلَيْكَ فيـما قَصَدْتُ فيه الَيْكَ، فَانْاَبْطأَ عَنّي عَتَبْتُ بجَهْلي عَلَيْكَ، وَلَعَلَّ الَّذي اَبْطأَ عَنّي هُوَخَيْرٌ لي لعلْمكَ بعاقبَة الاُْمُور، فَلَمْ اَرَ مَوْلاً كَريماً اَصْبَرَ عَلى عَبْدلَئيم منْكَ عَلَيَّ يا رَبّ، انَّكَ تَدْعُوني فَاُوَلّي عَنْكَ، وَتَتَحَبَّبُالَيَّ فَاَتَبَغَّضُ الَيْكَ، وَتَتَوَدَّدُ الَىَّ فَلا اَقْبَلُ منْكَ، كَاَنَّليَ التَّطَوُّلَ عَلَيْكَ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ ذلكَ منَ الرَّحْمَة لي،وَالاْحْسان الَىَّ، وَالتَّفَضُّل عَلَيَّ بجُودكَ وَكرمك.. "

أدرك حينها عمقالمعاني التي جعلت والدته تجهش بالبكاء واستشعر عظمة الدعاء التي تحوّل الحر إلىعبد بين يدي مولاه العظيم القدير.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد