www.tasneem-lb.net

معالي الدعاء

حتى لايظفر بشيء من الباطل إلّا مزقه

معالي الدعاء

شرح دعاء العهد

(..حتىلايظفر بشيء من الباطل إلّا مزقه، ويحق الحق ويحققه..)

العبارة تتطلع (عبرتوسلها بالله تعالى بأن يظهر لنا وليه): تتطلع إلى أن يمزق الإمام عليه السلامالباطل، وأن يحق الحق ويحققه.

(تمزيقالباطل) عبارة استعارية لها دلالتها!!

فالتمزيق لقطعةالقماش مثلا أو التمزيق لورقة أمر عادي في تجاربنا اليومية، ولكن عملية التمزيقلظاهرة الباطل تجسد أمراً له خطورته.. فالباطل في المجتمعات العلمانية وفيالمجتمعات غير الملتزمة إسلامياً، قد أخذ في فتراته المتفاوتة قديماً وحديثاًمظاهر متنوعة من الحضور:

 في مستوى الحياة السياسية: مظاهر الديمقراطية أوالاشتراكية أو الرأسمالية..

وفي مستوى الحياةالاجتماعية: (ظاهرة تحرير المرأة)..

وفي مستوى التحريفلواقع الإسلام (وما نجده في المذاهب المتخلفة الناصبة عداءها لمذهب الحق..)

هذه المظاهر التينلحظها في حياتنا المعاصرة: قد جسدت الحضور الفعلي، واكتسبت في الأذهان البليدةمشروعيتها، وهو أمر أو ظاهرة مجسدة لمفهوم (الباطل) تماماً، لذلك، فإنّ إزاحةمشروعيته لدى المنحرفين، يحتاج إلى عملية خاصة تتناسب مع الخيوط التي نسجهاالمنحرفون، ومع الصفحات التي كتب بها المنحرفون، مبادئ الباطل، ولذلك جاءتالاستعارة المطالبة بتمزيق الباطل متناسبة مع عملية النسج لخيوط الباطل أو عملية الكتابةلسطوره...

فبما أنّ هذه الأوراقأو ذلك النسيج هما: سطور باطلة أو خيوط واهية وغير صالحة للنسيج: عندئذ فإنّالعملية المناسبة لكشف زيفها هو: تمزيقها، وهذا ما عبر عنه الإمام الصادق عليهالسلام "بأن يمزق الباطل"

 ومعنى "يحق الحق": يوجب الحق.. أييجعله واجباً يدركه الآخرون.. أي يجعله متحققاً، نافذاً مفعوله على الأرض: تبعاًلوعد الله تعالى بأن يورث الأرض لعباده الصالحين..

 ما هو المسوغ بأن يطلب الدعاء من اللهتعالى بأن يحق الإمام عليه السلام الحق ويحققه، حيث أنّ الإمام عليه السلام عندمايمزق الباطل: حينئذ فإنّ الحق يأخذ مكانه.. ولماذا إذن احقاقه وتحققه..

الجواب عن ذلك هو:أنّ المجتمعات المنحرفة طيلة عهود التاريخ عندما تعاملت مع نسيج الباطل وصفحاته،اي: عندما تعاملت مع النظم الفكرية من خلال الانعزال عن السماء متجسداً في المبادئالعلمانية، من جانب ، والانعزال الآخر المتجسد في الانحراف عن الثقلين والمذهبالحق: أولئك جميعاً تتطلب رسماً من جديد: للمبادئ التي سيرسمها الإمام المهدي عليهالسلام في حركته الإصلاحية في ضوء ما أمرنا القرآن الكريم به وهو: طاعة اللهتعالى، ورسوله(صلى الله عليه وآله)، وأولي الأمر (وهم أهل البيت عليهم السلام).وهذا الرسم الجديد لمبادئ الله تعالى يتطلب بما لا ترديد فيه:

 أولاً، إدراك الآخرين لدلالاته، أي: إيجابه منالزاوية المعرفية، ثم: بعد ذلك تحقيقه عملياً.. ولذلك جاءت العبارة (ويحق الحق)تعبيراً عن الجانب الأول، أي: جعله واجباً من الزاوية المعرفية، وجاءت كلمة(ويحققه): تعبيراً عن الجانب الآخر، أي: جعله متحققًا نافَذ المفعول، وهو ما يتحققفعلاً إن شاء الله تعالى مع ظهور الإمام المهدي عليه السلام.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد