www.tasneem-lb.net

معالي الدعاء

وَبَوأْتَهُ مَقْعَدَ الصدْق في جواركَ..

معالي المناجاة

شرح مناجاة المحبين

وَبَوأْتَهُ مَقْعَدَالصدْق في جواركَ..

{إشارةإلى الآية في القرآن الكريم في "مقعد صدق عند مليك مقتدر"}.

وَخَصَصْتَهُبمَعْرَفَتكَ وأَهلْتَهُ لعبادَتكَ..(أي جعلته اهلًا لعبادتك بتوفير الأرضيةالمناسبة في نفسه).

وَهَيمْتَ قَلْبَهُلإرادَتكَ وَاجْتَبَيْتَهُ لمُشاهَدَتكَ وَاخْلَيْتَ وَجْهَهُ لَكَ وَفَرغْتَفُؤادَهُ لحُبكَ وَرَغبْتَهُ فيما عنْدَكَ وَأَلْهَمْتَهُ ذكْرَكَ وَأَوْزَعْتَهُشُكْرَكَ وَشَغَلْتَهُ بطاعَتكَ، وَصَيرْتَهُ منْ صالحي بَريتكَ وَاخْتَرْتَهُلمُناجاتكَ وَقَطَعْتَ عَنْهُ كُل شَيٍْ يَقْطَعُهُ عَنْكَ..

هنا يعرض الإمام عليهالسلام الكرامات التي يعطيها الله تعالى لمحبيه والراغبين فيه بأن لهم صفات عرضيةملكاتية وهي:

أن قلبهم هامَ فيحبك.

وأنك اخترتهم دونغيرهم لأجلك.

وأنهم قد خلت نظرتهموأبصارهم إلا إليك.

وانقلب الفؤاد فارغًاإلا منك، فكان سره وعلانيته، فراغه وشغله ذكرك وطاعتك.

حتى أصبح إنسانًاصالحًا موصوفًا بين أهله معروفًا.

ثم بعد ذلك نجد أنالإمام "عليه السلام" يدعو الله تعالى بعدة دعوات:

اللهُم اجْعَلْناممنْ دَأْبُهُمُ الارْتياحُ إلَيْكَ وَالحَنينُ

(أياجعل مطلوبنا ورغبتنا الدائمة هي الشوق والتمني إليك في كل لحظة وفي كل ساعة)

وَدَهْرُهُمُالزفْرَةُ وَالاَنينُ

(الزفرةوالأنين علامة من علامات الإنسان المتوجد المتأوه)

 إما خوفًا من الله تعالى...

 أو خوفًا من أنه قد لا يكون أهلًا لأن يجتبيهالله ويضمه إلى حضرته...

أو متوجدًا من شدٌةالشوق إلى الباري "عز وجل" أي أنه يقضي دهره وما عاش في هذا الحال إلىأن يتوفاه الله تعالى..

"جباهُهُمْ ساجدَةٌ لعَظَمَتكَوَعُيُونُهُمْ ساهرَةٌ في خدْمَتكَ وَدُمُوعُهُمْ سائلَةٌ منْ خَشْيَتكَوَقُلُوبُهُمْ مُتَعَلقَةٌ بمَحَبتكَ وَاَفْئدَتُهُمْ مُنْخَلعَةٌ منْ مَهابَتكَ..

هنا طرح الإمامالصفات الشكلية الظاهرية والباطنية للمحبين...

 أي ان المؤمن ينبغي أن يكون همه الآخرة لا غير،ولا تشغله الدنيا بمشاغلها فتنسيه عما خُلق من أجله، لذلك يطلب الإمام عليه السلامأن يكون ممن يئن ويبكي لهذا الحب الذي أسهر عيونه وأحزن قلبه، وكلما زاد أنينهوحنينه لله تعالى كلما ازداد قرباً إليه...

والمؤمن المحب لا يصلإلى هذه الحالة إلا إذا كان دائم السجود لله تعالى.. فالسجود له من التأثير الكبيرعلى النفس، فلا تصل إلى أعلى المراقي إلا بالتذلل لله تعالى، فكلما زاد المؤمنتذللـه لله كلما ازداد علواً واقتراباً من العلي الأعلى، وتتحقق أعلى مراتب الذللله تعالى في السجود إقراراً بحقارة نفسه أمام عظمة الخالق العظيم...

ومما تجدر الإشارةإليه هو أنه ينبغي أن يسجد الجسم والنفس لله تعالى، ويفسرها لنا الإمام علي عليهالسلام بقوله:

((السجود الجسماني هو وضع عتائق الوجوه على التراب،واستقبال الأرض بالراحتين والكفين وأطراف القدمين مع خشوع القلب وإخلاص النية،والسجود النفساني فراغ القلب من الفانيات، والإقبال بكنه الهمة على الباقيات وخلعالكبر والحمية، وقطع العلائق الدنيوية، والتحلي بالخلائق النبوية))..

نسأل الله تعالى أنيشملنا بلطفه ورحمته بأن يجعلنا من المحبين له الساجدين لعظمته...


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد