www.tasneem-lb.net

معالي الدعاء

وَاَماتَ قَلْبي عَظيمُ جنايَتي

شرح مناجاة التائبين

"..وَاَماتَقَلْبي عَظيمُ جنايَتي، فَاَحْيه بتَوْبَةٍ منْكَ، يا أملي وبغيتي، ويا سؤليومُنيتي.."

القلب له حياة، ولهموت، لأن القلب له آثار!..

 ما هو الأثر للقلب؟ .. حتى نعرف أن القلبحي أم ميت!.. وليبحث كل إنسان بقلبه هل فيه حياة؟ أم طغى عليه الموت؟

حياة القلب بعنصرين:

١-الإطمئنان :

القلب الحي هو الذييعيش هدوءً، واطمئناناً، وإستقراراً.

قال تعالى:((أَلاَبذكْر الله تَطْمَئنُ الْقُلُوبُ))

والقلب الذي يعيش صراعاًمستمراً، وفزعاً، وقلقاً، واضطراباً فهذا قلب ميت !.

٢-مبعثية النور:

إن القلب الحي هوالذي ينبعث منه النور إلى الآخرين ((نورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْديهمْ ..))، فنجدأن صاحب القلب الحي يؤثر كلامه في الناس، وينشر الحياة منه إلى غيره. وأما صاحبالقلب الميت لا يؤثر كلامه في الناس أبدًا.

ومن هنا نقارن بينالمطيعين وبين العاصين، في الأيام التي أكون فيها مطيعاً لربي، وعندما تمر عليَفترةٌ أعيش فيها قربات، وطاعات، وأعيش فيها عبادةً أشعر بالراحة والاطمئنان، وأشعربأن لكلامي ولفعلي أثراً، إذاً أشعر بطعم الحياة.

ولكنني عندما أزل،أخطىء، وأسترسل وراء شهوتي وغريزتي أشعر أنني في قلق وفي فزع دائم ! . أمارس الذنبوأنا أشعر بالقلق، أحيانًا قد أشعر بلذة وقت المعصية ولكن من بعد أن أنتهي منهاتتحول اللذة إلى ألم ، حزن، وفزع ..وهذا هو الموت بعد الحياة!!..

إذاً هناك حياة وهناكموت "وأمات قلبي عظيمُ جنايتي "

فكيف المصير؟ وكيفالمخلص؟ وكيف المهرب؟

"فأحيهبتوبةٍ منك "

إنها التوبةبمراحلها:

1 الندم: ((إلهي إن كان الندم على الذنب توبةفإني وعزتك من النادمين ..)).

2 الحسرة: (( واحسرتاه على مافرطت في جنبالله)).

3 البكاء: ((وما لي لا أبكي ؟ ولا أدري إلىأين مصيري ! وقد خفقت عند رأسي أجنحة الموت، ومالي لا أبكي ؟ . أبكي لظلمة قبري،أبكي لضيق لحدي، أبكي لسؤال منكر ونكير إياي..)).

3 العزم والإصرار:

 إذا استطعت أن أملك الإرادة بعدم العودة إلىالذنب فقد بلغت التوبة النصوح (( تُوبُوا إلَى اللَه تَوْبَةً نَصُوحاً )).

«ياأملي وبغيتي»..(أشارة إلى العبادة الغيرية!!)

نعم يا رب أنت أمليمن أجل إصلاح ذاتي ونفسي...

ثم يترقى ويقول:  «ويا سؤلي ومنيتي».. (أشارة إلى العبادةالتحررية النفسية) أنا أدعوك دعاء نفسياً، أعبدك لأجلك أنتَ لا لأجل ذاتي، بل أنتَسؤلي وأنتَ يا رب المُنى..

كما قال أمير المتقينعليه السلام:  «ما عبدتك خوفاً من نارك،ولا طمعاً في جنتك، لكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك».


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد