www.tasneem-lb.net

أخلاق

إلهي هل يرجع العبد الآبق إلا إلى مولاه..

شرح مناجاة التائبين

 

«إلهيهل يرجع العبد الآبق إلا إلى مولاه أم هل يجيره من سخطه أحد سواه».

هنا يشير الإمام(عليه السلام) إلى حاكمية قدرته «تعالى» وحاكمية رحمته:

حاكمية قدرته: أنت يا ربي خالق هذا الوجود ومقتضى خالقيتك لهذاالوجود مالكيتك له، فأنت الخالق وأنت المالك، ومقتضى مالكيتك نفوذ قدرتك في هذاالوجود، لا يوجد شيء من أصغر ذرة إلى أعظم مجرة إلا وقدرتك نافذة فيه قال تعالى:﴿أَلَا إنهُ بكُل شَيْءٍ محيطٌ﴾ قدرتك نافذة في جميع الأشياء  فلا مهرب منك إلا إليك، فهل أستطيع الفكاك من قدرتك؟ وهل أستطيعالهروب منها وهي نافذة في كل شيء؟ أين أذهب؟ وأين أمضي؟ وكيف أتحرر؟ ولو صنعت ماصنعت هل هناك أمامي ملجأ ومهرب أن أهرب منه أو أهرب به منك!!،

أبداً مقتضى نفوذقدرتك وسلطنتك أن لا مهرب منك إلا إليك ولا ملجأ منك إلا إليك «وهل يرجع العبدالآبق إلا إليك».

حاكمية الرحمة: أنت من سميت نفسك بالغفور الرحيم يا من يُسمىبالغفور الرحيم، رحمتك هي أجلى صفة تعاملت بها مع خلقك، تحيي برحمتك وتميت؛ وترزقوتعطي، وكل عمل لك وهو مظهر لرحمتك، كل فعل لك يا إلهي وهو مظهر لرحمتك... وأجلىصفة تعاملت بها مع عبدك المسكين المستكين هي رحمتك، فرحمتك حاكمة على صفاتك كلهاوحاكمة على أفعالك كلها.

«فيامن سبقت رحمته غضبه» أنت لا تتعامل معنا بغضبك.. وأنت لا تتعامل معنا بعدلك.. وأنتلا تتعامل معنا بقوانينك.. أنت تتعامل معنا برحمتك!! لأنك عين الرحمة ومصدر الرحمةومحض الرحمة، وهذا عبدك الضعيف الذليل الحقير المسكين والمستكين، لا يمكن أنتتعامل معه إلا بالرحمة، هذا العبد الذي لا يقوى على شيء لا يمكن أن تتعامل معهإلا بالرحمة..«وأنت تعلم ضعفي عن قليلٍ من بلاء الدنيا وعقوباتها وما يجري فيها منالمكاره على أهلها على أن ذلك بلاءٌ ومكروهٌ قليل مكثة وقصيرٌ مدته، فكيف احتماليلبلاء الآخرة وجليل وقوع المكاره فيها وهو بلاءٌ تطول مدته ولا يخفف عن أهله... »


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد