www.tasneem-lb.net

أخلاق

حقيقة الاسم الإلهي وتأثيرها في القرب من الله تعالى

عشق المعبود
نور بلا حدود


سابعًا: حقيقة الاسم الإلهي وتأثيرها في القرب من الله تعالى

هل العلم بأسماء الله تغني عن معرفة حقيقة الاسم الإلهي الذي أمرناالله بالتعبد به حيث قال تعالى {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}
وقد ورد عن الرسول الأكرم (صلوات الله عليه وآله):
(إن لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة
)
مستدرك الوسائل ج 5
ليس من المعقول أن من مجرد الحفظ لهذه الأسماء، يوجب دخول الجنة!!...
وقد ذكر هذا المعنى العلامة الطباطبائي صاحب الميزان (قدس سره)، حيث قال: بأنالأسماء ألفاظ، وهي عبارة عن حركة صوتية في الحناجر، ومعاني، وهي المتمثلة فيالصورة الذهنية لتلك الألفاظ..
ولا شك أنّ الأسماء الحسنى تعني الأسماء الكريمة، ونحن نعرف أن أسماء الله كلّهاتحمل مفاهيم حُسنى، ولذلك فجميع أسمائه أسماءُ حسنى، سواءً كانت صفات لذاتهالمقدّسة الثبوتية كالعالم والقادر، أم كانت صفات سلبية كالقُدّوس مثلا، أو صفاتتحكي فعلًا من أفعاله كالخالق أو الغفور أو الرحمان أو الرحيم الخ...
ومن ناحية أُخرى، لا شك أنّ صفات الله لا يمكن إحصاؤها، لأنّ كمالاته غير متناهية،ويمكن أن يذكر لكل صفة من صفاته أو كمال من كمالاته اسم.
وليس لهذا أو ذاك تأثير كبير يستحق دخول الجنة، وإنما الأمر أعمق بكثير.. إذ أنهنالك حقيقة لهذه الأسماء.
فما هي حقيقة الاسم الأعظم؟..
هو معنى من المعاني المختزنة في عالم الغيب، إذا أقسم به العبد كرامة لتلك الحقيقةتُستجاب دعوته.. فمثلاً إنسان تستهويه خدمة العباد والإحسان في شتى صوره، تصبحلديه سنخية معينة مع حقيقة الإحسان.. وبالتالي، هو إذا سأل الله تعالى بإقبال
(يا محسن!.. قد أتاك المسيء) تجاب دعوته، وهكذا في بقية الصفات الإلهية.. فإذن، إنالسبيل إلى الوصول إلى الاسم الأعظم، هو تحقيق الأخلاق الإلهية عند الإنسان بقدرالإمكان، وعندئذ لو سأل بذلك الاسم الذي يرمز إلى تلك الحقيقة، فإنّ ربّ العالمينلن يخيب رجاءه.
وهنالك عبارة معروفة عند الأخلاقيين وهي: ((تخلقوا بأخلاق الله جل وعلا))
نعم المقصود بالتشبه بالأخلاق الممكنة، أي: ليس كالخالقية، والرازقية مثلاً، بل فيالإحسان والعدل والعلم والحكمة.. على سبيل المثال: نحن عندما نقف للصلاة بين يديالله عز وجل نقول: (يا محسن... قد أتاك المسيء، وقد أمرت المحسن أن يتجاوز عنالمسيء، وأنت المحسن وأنا المسيء.. فبحقّ محمد وآل محمد، صلّ على محمد وآل محمد..وتجاوز عن قبيح ما تعلم منّي).. فإذن، نحن مأمورون بالتخلق بأخلاق الله تعالى،بقدر ما نستطيع..
فإذا كانت الهمّة جيدة، لا مانع أن يتمنى الإنسان أن يكون كالنبي المصطفى (صلواتالله عليه وآله) أو أن يكون إلهياً في صفاته.. وإن كان الوصول محال، ولكن بلا شكأن الذي يحمل هذه الهمّة، سيصل إلى درجة عالية من درجات القرب من رب العالمين.

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد