www.tasneem-lb.net

أسرة

تربية الطفل اليتيم 2

موقف تربوي

تربية الطفل اليتيم 2

أود استشارتكم: طفلي يبلغ من العمر سنة و3 أشهر، كثير الحركة ومرح غير أنه بوجود أي غريب عنه يجلس دون حركة، ولا يتجاوب (حتى معي) علماً أنه يفهم الكلام والتعليمات الموجهة إليه، لا يلعب مع الأولاد، شديد الغضب عندما لا يحصل على ما يريد يضرب ويشد الشعر وفي نفس الوقت يخاف كثيرًا بمجرد أن يتجه أحد نحوه يركض مرتعبًا.

أسئلتي هي: كيف يمكن أن أخلصه من الخوف؟ ومن الغضب؟ هل من الطبيعي أن لا يتجاوب ويلعب مع الآخرين في هذا السن؟ ملاحظة: الطفل وحيد في عائلته، يتيم الأب، ومدلل كثيرًا.

كيف نُقدّم لليتيم الجرعة الكافية من العاطفة دون التسبب بفقدانه الأمن العاطفي ولا حرمانه من التجارب وصناعة الذات؟

1 الوعي:المطلوب عاطفة واعية منظمة، تُشبع حاجته للحنان والاهتمام من مثل: التقبيل والتربيت على الكتف، المسح على الرأس، بشرط لا نلغي معها شروط التربية اللازمة، فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "أدّب اليتيم بما تؤدّب منه ولدك واضربه مما تضرب منه ولدك". الكافي ج6 ص47

والفائدة هنا أن العاطفة المطلوبة لا تلغي التوجيه والحزم وتنمية العقل من خلال الحوارات والسلوكيات الواعية.

2 الحفاظ على خصوصيته: والمقصود هنا بأن لا يدفعنا التعلق الزائد بالطفل لدمج شخصيته بشخصياتنا إلى حد اختزالها، لذا يجب أن يكون له غرفته وخزانته صحن طعامه ليأكل بنفسه وسريره الذي ينام فيه منفردًا كما سائر أقرانه، كذلك يجب أن نأخذ القرار بإفساح المجال أمامه ليشارك بأنشطة الأطفال المستقلة عن ذويهم (نشاط كشفي، رحلات..).

3 تجنيبه التجاذبات العاطفية بين الوالدة وأهل الوالد، بل يجب أن يدرك الطرفين أنه ولدلكليهما وهذا ليس حقًا فحسب، بل هو حاجة ضرورية للطفل، فلا يمكن للطفل أن يبتعد عن والدته مصدر الاهتمام والحنان ولا أن يفقد الحضن والأمل والأمن النفسي الذي يوفره له والد الأب، لذا من الطبيعي واللازم تعزيز العلاقة بينهما لمصلحة الطفل أولًا، مع تجنب زجه بخلافات قد تنشأ بينهما فهو أمانة لا يصح معها الخطأ في التصرف.

4 توفير برنامج يومي طبيعي ومنظم: يجب أن يعيش الطفل ضمن برنامج روتيني للحياة تتنظم معه أوقات النوم والطعام والاستحمام والزيارات و..، فلا تصبح الحياة عشوائية بسبب الضغط النفسي على الوالدة مع العلم أن النظام الأسري هذا يريح كلًا من الطرفين (الطفل والوالدة).

5 تحديد الأهداف التربوية لتنشئته وسبل تحقيقها: فهل يصح أن يكون اليتيم مبررًا لتكون تربية هذا طفل دون تخطيط وتنظيم؟ بل هل يصح أن نتجاهل النظم والأهداف التربوية في تربيته فقط لأنه حرم من والده؟ بل يجب أن يصبح التحدي أكبر لنصنع من هذا الطفل شخصية إنسانية ناجحة، فكم من عظماء الإنسانية كانوا أطفالًا ايتامًا رغم ذلك شرفوا الإنسانية بوجودهم وعلى رأسهم رسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

6 توضيح أسئلته وتبسيط المفاهيم، بحيث لا نتهرب من أسئلته، خاصة المتعلقة بواقع حياتهأ و بفقده لوالده، مع الحرص الشديد بأن لا يصبح سؤاله سببًا للغم، فنقابل أي سؤال أوموقف بالدموع أو البكاء بل تجب الإجابة عن أسئلته بكل منطقية ووضوح.

وهنانقول.. على المربي الحكيم تزويد الطفل بمفاهيم واضحة عن الحياة، بشكل بسيط دون تعقيدولا حتى تحريف.

من ضمنهذه المفاهيم مفهوم الموت.

١.الموت هو نهاية حياة كل إنسان وبدايتها في عالم اخر.

٢.عالم آخر جميل جدًا ورائع فيما لو كنا من أهل الصلاح.

٣.الموت لا يحتاج إلى سبب ولكل إنسان عمر ما حينما ينتهي هذا العمر سيذهب إلى العالمالأجمل.

٤.لتلتقي الأرواح الخيرة من جديد.

مثال:

حينمايتوفى أحدهم إحذر من استعمال كلمات تشوه المفهوم وتشعر الطفل بأن الموت فناء.

حينماتُسأل لماذا مات فلان؟

قل انتهىعمره ولا تبرره بمرض أو حادث أو أنه كبير السن فهذه إجابات غير دقيقة تشوه المفهوم.

حينما يتوفى قريب، بلغ الطفل الخبر تدريجيًا من خلال قصة مثلًا ومن المفيد الاستعانة بقصص تربوية إسلامية تحاكي هذا الجانب (مثلاً: قصص للأطفال للدكتورة أميمة عليق).

واربط الفوز بهذا العالم بالعمل الصالح وشجعهم عليه.

 

يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد