www.tasneem-lb.net

السيدة فاطمة (ع)

المكانة المعنوية

روافد العظمةالفاطمية

3
المكانة المعنوية

إن فاطمة(عليها السلام) في الظاهر هي بصورة بشر وإمرأة، وإمرأة شابة أيضًا، ولكنّها في المعنى هي حقيقةٌ عظيمةٌ ونورٌ إلهي ساطع، وعبدٌ صالح، وإنسانٌ مميّزٌ ومصطفى.
هي شخصٌ قال فيه الرسول الأكرم لأمير المؤمنين عليه السلام: "يا علي أنت إمام أمتّي وخليفتي عليها بعدي، وأنت قائد المؤمنين إلى الجنّة، وكأنّي أنظر إلى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيبٍ من نور عن يمينها سبعون ألف ملك، وعن يسارها سبعون ألف ملك، وبين يديها سبعون ألف ملك، وخلفها سبعون ألف ملك تقود مؤمنات أمتّي  إلى الجنّة".
بحار الأنوار ج٤٣ ص٢٤
فهي عِدل أمير المؤمنين عليه السلام. هي التي إذا وقفت في محراب العبادة خاطبتها الملائكة وسلّمت عليها وهنّئتها وقالت لها ما كانت تقول في السابق لمريم الطاهرة عليها السلام: "يا فاطمة إن الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين".
بحار الأنوار ج٤٣ص٢٤
فقد روي أنّّ فاطـمة عليها السلام  كـانت مُحَـدّثة..
أي أنّ الملائكة كانت تنزل عليها وتأنس معها وتحدّثها!...
وقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام حينما سئل عن مصحف فاطمة قال:
إن الله تعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن مالا يعلمه إلا الله عز وجل فأرسل الله إليها ملكًا يسلي غمها ويحدثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي، فأعلمته بذلك.
فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفًا".
الكافي ج1 ص240
يدعى بـ
مصحف فاطمة
صحيفة فاطمة
وقد جاء في روايات عديدة أنّ الأئمة (عليهم السلام) كانوا يراجعون مصحف فاطمة في مسائلهم المتنوّعة، ثمّ قال الإمام (عليه السلام): "أما إنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام، ولكن فيه علم ما يكون".
((
الكافي ج1 ص240 )).
أي إنّ من تحدثها الملائكة وتتكلم معها، التي لها هذا المقام المعنوي والميدان الوسيع والقمّة الرفيعة هي في مقابل جميع نساء عالم الخِلقة.
إنّ فاطمة الزهراء عليها السلام في قمّة هذا العلوّ العظيم تقف وتخاطب كل نساء العالم وتدعوهنّ لطيّ هذا الطريق، هؤلاء الذين كانوا عبر التاريخ يسعون لتحقير المرأة وجعلها متعلقة بهذه الزخارف والزينة الظاهرية ولا همّ لها سوى الموضة واللباس والزينة، ولا همّ لها سوى أن تقضي هذه الحياة في لهو وعبث، وقد تحركوا من أجل ذلك بكل قواهم.. إنّ منطقهم هذا سينعدم ويضمحل مع الأيام ويبقى وهج شمس المقام المعنوي للزهراء مع خلود الدهر والسنين... يبقى هذا العنصرالمميّز والملكوتي الممتاز بعنوان الأنموذج والأسوة للنساء.
ستبقى تلك الحياة الظاهرية والجهاد والعلم والبيان والتضحية وحُسن التبعُّل والأمومة والزوجة والمهاجرة في جميع الميادين السياسية والاجتماعية والثورية، والتفوّق فيجميع الجوانب بحيث يخضع لها كل الرجال العظماء.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد