www.tasneem-lb.net

السيدة فاطمة (ع)

السيدة فاطمة - إنها ظاهرة من مرتبة الغيب

إنها ظاهرة من مرتبة الغيب

طلبت السيّدة فاطمة الطباطبائي زوجة المرحوم السيّد أحمدالخميني من الإمام الخميني أن يكتب لها حول مقام مولاتنا السيّدة فاطمة الزهراءعليها السلام، فكتب عليه الرحمة والرضوان:

"إبنتيالعزيزة فاطمة، تريدين من عجوز بائس، خالي الوفاض من المعارف والمعالم الإلهيّة،ما لا يستطيع العرفاء الكبار والفلاسفة العظام الاقتراب منه.

وماذا يستطيع المرء أن يقول أو يدرك حول شخصيّة تتمتّعبآلاف الأبعاد الإلهيّة، يعجز عن تبيان كلٍّ منها القلم واللّسان؟!

إنّه ليس بوسع أحد أن يعرف شخصيّة الزهراء المرضيّةوالصدّيقة الطاهرة عليها السلام، سوى الذين ارتقوا مدارج الأبعاد الإلهيّة حتّىذروتها، وهو ما لم يبلغه سوى أُولي العزم من الأنبياء والخُلّص من الأولياء، كالمعصومينعليهم صلوات الله.

إنّها ظاهرة من مرتبة الغيب الأحديّة، كحال الخُلَّصالأولياء عليهم سلام الله، ويُخطئ مَن يدَّعي معرفة مقامها المقدَّس من العرفاء أوالفلاسفة أو العلماء. وكيف يُمكن إماطة اللّثام عن منزلتها الرفيعة، وقد كان رسولالإسلام يتعامل معها في حال حياته معاملة الكامل المطلق!

إنّك تطلبين منّي أن أتحدث وأكتب عن هذه السيّدة العظيمة،فكيف لي ولقلمي ولغةِ البشر، الحديث عن سيّدة كانت تستنزل جبرائيل، كمثل أبيها،بقدرة الملكوت، من غيب عالم الملكوت إلى عالم المُلك، وتجعل ما في الغيب ظاهراً فيالشهادة! فدعيني إذاً أجتاز هذا الوادي المريع، وأقول بأنّ فاطمة عليها السلام،والتي هي هكذا في المراحل الإلهيّة الغيبيّة، قد ظهرت في عالم الشهادة وتجسَّدتكأبيها وبعلها في صورة بشر ظاهر، لتؤدّي دورها ورسالتها في شؤون عالم المُلك كافّةمن تعليم وتعلُّم، ونشر للثقافة الإسلاميّة، ومعارضة للطواغيت، وجدٍّ من أجل قيامحكومة العدل، وإحقاق حقوق البشريّة، ودحض وتفنيد الدعاوى الشيطانية..".


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد