www.tasneem-lb.net

السيدة فاطمة (ع)

روافد العظمة الفاطمية - سنخية الروح الفاطمة والمحمدية

روافد العظمة الفاطمية

سنخية الروح الفاطمة والمحمدية

إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يتكلم من منطلق عاطفيأبداً حول فاطمة، كونها بضعته، وروحه التي بين جنبيه، وتفوح منها رائحة الجنة.

فهذه التعابير تكشف عن صلة وطيدة بين الروح الفاطمية والروحالمحمدية، وكأن هنالك نوع اتحاد وسنخية بين هاتين الروحين، ولهذا فإن فاطمة (عليهاالسلام) بعد وفاة الرسول (صلوات الله عليه وآله) لم تتحمل البقاء في هذه الحياةالدنيا، رغم أن استشهادها ووفاتها كان مكلفاً كثيراً لعلي عليه السلام، حيث فقدعليٌ زوجة وفية، وفقد أماً لأولاده، ولكن فاطمة (عليها السلام) لم تحتمل العيش بعدوفاة أبيها، وكأنها شجرة قطعت جذورها من الأساس.

قد يأتي في ذهن البعض: أنَ الحديث عن الزهراء -عليهاالسلام- يناسب في الدرجة الأولى النساء؛ لأنها امرأة، والاقتداءُ ينبغي أن يكونللنساء، وهُنا نقول: الرجولة والأنوثة هذهِ صفات الأبدان، وإلا الأرواح أرواحٌواحدة، لم يقل أحد لا قديماً ولا حديثاً، لا من الفلاسفة ولا من أهل الحديث: أنَالأرواح على قسمين؛ روحٌ ذكورية، وروحٌ مؤنثة، الروح هي أمانة الله -عز وجل- نفختفي بني آدم.. فإذن، الزهراء حقيقتها حقيقةٌ لا توصف: لا بالذكورةِ، ولا بالأنوثة..وهكذا أرواح المعصومين والأنبياء (عليهم السلام)، وبالتالي، فإنه يصح أن نقول: أنالرجال يمكنهم التأسي أيضاً بهذهِ السيدة الطاهرة كالنساء.

وقد شهد الإمام المهدي (عليه السلام) في مقام تعريف أمّهفاطمة (عليها السلام)، كما ورد في توقيعه المعروف: "أنه له بأمّه فاطمة أسوةأو قدوة.." أي أنها مصدر من مصادر الاقتداء في الإسلام. كما أن النبي أسوةحسنة، فكذلك فاطمة عليها السلام أيضاً أسوة حسنة.. وروي أن الإمام العسكري (عليهالسلام) كان يقول ما مضمونه-: "أن الأئمة عليهم السلام كلهم حجج الله علىالخلق، وفاطمة حجة علينا.." أي أن فاطمة من روافد انتقال العلم الإلهي إلىصدور الأئمة صلوات الله عليهم، وأئمتنا (عليهم السلام) في بعض الروايات، كانوايذكرون بعض الأسرار والحقائق المهمة، وينسبون ذلك إلى فاطمة.

ومن كلام الإمام الخميني (قدس سرّه) في حقّها: امرأة هيمفخرة بيت النبوّة وتسطع كالشمس على جبين الإسلام العزيز، امرأة تماثل فضائلهافضائل الرسول الأكرم والعترة الطاهرة غير المتناهية، امرأة لا يفي حقها من الثناءكلّ من يعرفها مهما كانت نظرته ومهما ذكر، لأنّ الأحاديث التي وصلتنا عن بيتالنبوّة هي على قدر أفهام المخاطبين واستيعابهم، فمن غير الممكن صبّ البحر فيجرّة، ومهما تحدّث عنها الآخرون فهو على قدر فهمهم ولا يضاهي منزلتها، إذن: فمِنالأَولى أن نمرّ سريعاً من هذا الوادي العجيب.

 "إن جميع خصال النبيينوالأولياء والصديقين عليهم السلام ومقاماتهم التي بلغوها بما اشتملت عليه منمضامين مجتمعة في سيدة نساء العالمين (عليها السلام) بل إنّ لها من الحالات فيمقام القرب من اللَّه تعالى ما لا يسعها ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل حيث قد وصلت إلىما لم يصلوا إليه وهو الثابت للنبي (صلوات الله عليه وآله) والأئمة الأطهار عليهمالسلام دون غيرهم.

إنها المرأة التي لو كانت رجلاً لكانت نبياً!

لو كانت رجلاً لكانت بمقام رسول اللَّه (صلوات الله عليهوآله).

نعم هذه هي الفتاة التي كان النبي(صلوات الله عليه وآله)ينحني ويقبّل يدها... وهذا الفعل ليس من قبيل العاطفة والحب الأبوي العادي من والدلابنته!

وإنما لأنها كانت في أوج الملكوت الإنساني وكانت شخصاًاستثنائياً.

نعم، إنها استثنائية.

إنها فاطمة الحوراء الإنسية (سلام الله عليها يوم ولدت ويوماستُشهدت ويوم تُبعث حيّة).

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد