www.tasneem-lb.net

السيدة فاطمة (ع)

روافد العظمة الفاطمية - الحياة العائلية الفريدة

روافد العظمة الفاطمية

الحياة العائلية الفريدة

وتعيش فاطمة (عليها السلام) في بيتها كربّة بيت، تعتنيبشؤون منزلها وتدير حاجاتها بالاعتماد على جهودها، فلم يكن لديها خدم ولا عبيد فكلحياتها كدح وجهاد، كانت تطحن الشعير وتدير الرحى بيدها وتصنع أقراص الخبز بنفسهاوتكنس البيت وتدبر مستلزمات الأسرة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي (عليهالسلام) يشاركانها العناء ويهونان عليها مصاعب الحياة.

فقد صوّر لنا التاريخ ودوّن كتاب السير والأثر، صورة الحياةالعائلية الفريدة التي كانت تعيشها فاطمة عليها السلام مع زوجها وأبنائها -أهل بيتالنبوة- عليهم السلام تحت ظلال أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله.

فقد روي أنه دخل رسول الله صلى الله عليه وآله على فاطمةعليها السلام وهي تبكي وتطحن بالرحى وعليها كساء من أجلة الإبل، فلما رآها بكى،وقال: يا فاطمة تجرّعي مرارة الدنيا لحلاوة الآخرة. بحار الأنوار/ج65/ص220 .

وقيل أنه دخل النبي صلى الله عليه وآله على فاطمة وهي تطحنمع علي عليهما السلام، فقال النبي صلى الله عليه وآله "لأيكما أعقب"،فقال علي عليه السلام لفاطمة فإنها قد أعيت، فقامت فاطمة فطحن النبي صلى الله عليهوآله مع علي لفاطمة. موسوعة الإمام علي عليه السلام /ج9/ص372 .

هذه الصورة العائلية واللقطة الفذة من حياة المجتمعالإسلامي والحياة النبوية الكريمة توضح لنا صور الحياة التعاونية وعلاقة الرجلبالمرأة، وعظمة التواضع عند قادة الإسلام وعظماء البشرية فمحمد صلى الله عليه وآلهيساعد فاطمة عليها السلام ويعينها على طحن طعامها، وعلي يشاطرها العمل المنزلي.

 إنها الصورة المثالية لحياة مجتمع صنعه الإسلامبمبادئه وأخلاقه، وإنها الصيغة التشريعية لحياة العائلة المثالية في الإسلامولمكانة المرأة وعلاقتها بالزوج والأسرة في هذه الرسالة الإلهية الخالدة.

هذا الدرس هو تواضع القيادة في المجتمع الإسلامي، يعوّدناعلى أن نعيش بمستوى الطبقات الفقيرة الكادحة في مجتمع المسلمين. ففاطمة بنت محمدصلى الله عليه وآله وغيرها من عامة المسلمين سواء، لا فارق بينها وبين غيرها، إلافارق التقوى وميزة الإخلاص لله، لذا حرص رسول الله صلى الله عليه وآله أن يعلمهادرسًا في العبادة والتوحيد، ويوجه نظرها إلى الارتباط بالله سبحانه وسحب العلائقمن عالم الدنيا، كي تكون مثلاً في حياتها ومركزها، وقدوة في التواضع وحب العمل..ورائدة في المساواة والزهد في الحياة.

اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِهِ،وَصَلِّ عَلَى الْبَتُولِ الطّاهِرَةِ الصِّديقَةِ الْمَعْصُومَةِ التَّقِيَّةِالنَّقِيَّةِ الرَّضِيَّةِ الْمَرْضِيَّةِ الزَّكِيَّةِ الرَّشيدَةِالْمَظْلُومَةِ الْمَقْهُورَةِ الْمَغْصُوبَةِ حَقَّهَا، الْمَمْنُوعَةِاِرْثَهَا، الْمَكْسُورَةِ ضِلْعَهَا، الْمَظْلُومِ بَعْلُهَا، الْمَقْتُولِوَلَدُها فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِكَ، وَبِضْعَةِ لَحْمِهِ، وَصَميمِ قَلْبِهِ،وَفِلْذَةِ كَبِدِهِ، وَالنُّخْبَةِ مِنْكَ لَهُ وَالتُّحْفَةِ، خَصَصْتَ بِهاوَصِيَّهُ، وَحَبيبَةِ الْمُصْطَفى، وَقَرينَةِ الْمُرْتَضى، وَسَيِّدَةِالنِّساءِ، وَمُبَشِّرَةِ الاَْوْلِياءِ، حَليفَةِ الْوَرَعِ وَالزُّهْدِ، وَتُفّاحَةِالفِرْدَوْسِ وَالْخُلْدِ، الَّتي شَرَّفْتَ مَوْلِدَها بِنِساءِ الْجَنَّةِ،وَسَلَلْتَ مِنْها اَنْوارَالاَْئِمَّةِ، وَاَرْخَيْتَ دُونَها حِجابَالنُّبُوَّةِ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَيْها صَلاةً تَزيدُ في مَحَلِّها عِنْدَكوَشَرَفِها لَدَيْكَ، وَمَنْزِلَتِها مِنْ رِضاكَ، وَبَلِّغْها مِنّا تَحِيَّةًوَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ في حُبِّها فَضْلاً وَاِحْساناً وَرَحْمَةًوَغُفْراناً، اِنَّكَ ذُو الْعَفْوِ الْكَريمِ.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد