www.tasneem-lb.net

أخلاق

معراج الروح - المناجات الشعبانيّة |3|

معراج الروح

المناجاة الشعبانية|3|

مما يناجي به المولى أمير المؤمنين عليه السلام ربه في شهر شعبان:

"إلهي وألحقني بنور عزك اﻷبهج، فأكون لك عارفًا، وعن سواك منحرفًا، ومنك خائفًا مراقبا"

يطلب اﻷمير عليه السلام في هذا المقطع من المناجاة الشعبانية اﻻلتحاق بالنور اﻹلهي ويبين بأن من التحق به سيترتب عليه أثارًا في حياته:

-        أن هذا النور ينير له الطريق، فيصل إلى معرفة الله -عز وجل-

-        تحصل لديه حالة زهد قهرية عن كل ما سوى الله -عز وجل- فلا يتعلق بشيء أبدًا.

-        تنشأ عنده حالة الخوف والمراقبة لكل أموره- صغيرها وكبيرها- بحيث ينزجر تلقائيًا عن كل ما يغضب الله -عز وجل- لأنه وصل إلى درجة يرى فيها ذلك البطش اﻹلهي، الذي يكفيه عن كل واعظ.

-        أضف إلى أن رؤيته لذلك الجمال والجلال والرحمة اﻹلهية، تدفعه إلى أن يكون راجيًا لله -عز وجل- في كل الأحوال.

ثم يستكمل مناجاته بجميل الكلام من صاحب المقام قائلًا: "إلهي من تعرف بك غير مجهول، ومن لاذ بك غير مخذول" إن اﻹنسان الذي يكون معروفًا بإيمانه في السماوات عند الله تعالى، ويكون صوته مألوفًا عند ملائكة الرحمة في الرخاء والشدة، إنه إنسان غير مجهول، لماذا هو غير مجهول؟ لأنه تعرّف على من تنفعه معرفته.

لماذا يبحث اﻹنسان الضال عن الشهرة وحسن الذكر بين المخلوقين، وهو يعلم أن رصيده عند الله تعالى ضعيف

كل إنسان على هذه الشاكلة، يزداد شهرة وسمعة بين الناس، وينهال عليه الثناء من كل صوب، حسنًا لظاهره، واعتقادًا  بظاهره، في حين أنه مجهول في السماوات، فلا يعرفه الله عز وجل، ولا تعرفه ملائكته، إنما هو إنسان ﻻ ينظر إليه الله تعالى، ولا يعترف بوجوده، بل يسقط من عينه تعالى، كما نقرأ في دعاء أبي حمزة: "وأسقطتني من عينك"، فبالتأكيد هو المخذول.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد