الحرب الناعمة - ردود على أزمة التطرف
أزمات وإشكالات
ردود وحلول
أزمة التطرف
الردود والعلاج:
ديننا الحنيف الذي يرفض التشدد والإيغال في الدين، كما أنه يرفض الانحلال والتسيب والبعد عن تعاليمه، يعالج هذه الأزمة بروية وحكمة!
يقول الشهيد مطهري "إن إحدى خصائص الإسلام هي الاعتدال والوسطية، أكدت على ذلك التربية القرآنية، ورسخته، فلا هو بالجامد الثابت المتحجر المتزمت، ولا هو المرن المتلوّن المتبدل بتبدل الزمان والمكان وتعاقب الأيام واختلاف الأوضاع".
الرجوع إلى الفطرة:
إن للمعرفة الإلهية أساساً فطرياً في باطن كل فرد، وإن هذه المعرفة الفطرية تتحول إلى إيمان تفصيلي بمعونة العقل والتدبر في الآيات الكونية، وإن أساس الإيمان والمذهب قائم على الفطرة والعقل. وبالرغم من أن القرآن الكريم يستند في المعرفة إلى الفطرة ويعبر عن ندائها بـ الدين القيّم فإنه يدعو الناس إلى التدبر في أسرار الخلق ويأمرهم بالتعقل والتفكير.
يقول تعالى فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ (الروم:30).
والعقل هو الوسيلة التي ينبغي أن يستثمرها الإنسان لتمييز ذلك، لأن بواسطته يستطيع تأمل تجاربه فيدرك بذلك انحرافه، وجذور تراجعه.
وإن كثيرًا ممن يعالجون التطرف يولون الفكر اهتمامًا أكثر من السلوك مع خطره، فتغيير الفكر ممكن وإن كان صعبًا، كما أن أثر الفكر قاصر، وأثر الأخلاق والسلوك متعد، لأنه يتعلق بالتعامل مع الآخر. فإذا عولجت أخلاق المتطرفين عادوا إلى جادة الطريق، وإذا دوويت أخلاقهم استقاموا على الصراط المستقيم.
من هنا كانت الأخلاق هي المنطلق الرئيس في علاج ظاهرة التطرف، والعناية بسلوك الأشخاص في المجتمعات، مع مراعاة أدوات العلاج الأخرى، كالظروف الاجتماعية، والظروف النفسية التي يمر بها من يصاب بداء التطرف؛ تشددًا وانحلالاً.
إن على المصلحين والساعين إلى علاج التطرف أن يعالجوه أولاً في نفوسهم وفي بيوتهم وفي علاقتهم مع أبنائهم، وعلاقتهم مع مرؤوسيهم والخدم، ومع أصدقائهم في تعاملهم، ومع زوجاتهم في البيوت، ومع طلابهم في المدارس والجامعات، وفي النوادي والمنتزهات، فإن وأد التطرف في المهد أولى من البحث عن علاجه بعد ما بلغ سن الشباب والرجولة والشيخوخة والكهولة.