الحرب الناعمة - القوة الناعمة |6|
ثقافتنا
القوة الناعمة
|6|
لماذا لا نعيش الإسلام؟
حلم المجتمع المثالي والدولة العادلة الذي يدغدغ أفكار البشرية، قائم لدى جميع المعتقدات على حكم الدين وتطبيق التعاليم السماوية الأصيلة. لذلك تجهد جبهات الغطرسة والإستبداد في عدم قيام حكومات وأنظمة دينية قوية.
الإسلام دين المجتمع والإقتصاد والسياسة
من المعلوم أن الإسلام دين كامل لحياة نموذجية، يقدم قيم الحب والأخلاق والتكافل للمجتمع، كذلك يفصل مبادئ توزيع الثروة ويحارب مقدمات الفقر (رشوة، ربى، احتكار..) واختلاف الطبقات الاجتماعية. ومن جهة ثانية، يعطي أفكارًا عدة لنماذج الحكم الرافضة للتسلط والتفرد بالقرار (مجالس الشورى وغيرها..). فما الذي جرى حتى أصبح واقعه التطبيقي غريبًا عن تطلعاته!
عوامل تغريب الإسلام
نظرة خاطفة للتاريخ الحديث تكفي للإجابة، فالعوامل التي حصرت الإسلام في طقوس عبادية وقلصت دور العلماء والمبلغين، عديدة ومنها:
● ظهور الهيمنة الغربية أعقاب الحربين العالميتين وتبنيها للنظام الرأسمالي.
● بروز تحولان سياسيان أضرّا بعلاقة الدين والدولة هما:
- تحول الدولة التركية إلى العلمانية وطلاقها الإسلام.
- تحول دولة الحجاز إلى الوهابية المتشددة وارتكابها الجرائم باسم الدين.
● حملات الاضطهاد والإبعاد التي واجهها حاملي لواء الدين في بلدان عدة.
● حالات التشويه المستمرة التي يقودها الغرب وآخرها صناعة الجماعات الإسلامية المتطرفة.
القوة الناعمة لنموذج الإسلام العصري
بمقابل هذه العوامل، لدينا نموذج مشرق لقوة الإسلام الناعمة المتمثلة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية و منظمات المقاومة المستوحاة من تجربتها. هذا النموذج الذي نجح في تطبيق أبهى أشكال النمو والتطور والأمن والإعتدال المرتبط بمفاهيم الدين الإسلامي وحمل هموم المستضعفين ونصرة القضايا المحقة، وقدم مسألة الإسلام السياسي والاقتصادي كنظام أنجح لإدارة شؤون الشعب ورفع بالقيم الإسلامية إلى أسمى صورها أمام العالم أجمع.