www.tasneem-lb.net

حرب ناعمة

ثقافي - تعزيز ثقافة الأمن الفكري في الوقت المعاصر |4| الجزء الثاني

ثقافتنا

تعزيز ثقافة الأمن الفكري في الوقت المعاصر

|4|

الجزء الثاني

 

كيفية تعزيزه بالتحصين العقائدي

إنّ الإسلام لم يكتفِ بمنح حريّة التفكير بل جعله من الواجبات والعبادات، ويشهد لذلك عدّة أمور:

أوّلاً: ما ورد من الآيات القرآنيّة الّتي تحثّ على التفكّر، بحيث لا نجد في أيّ كتاب دينيّ أو غير دينيّ هذا القدر من دعوة الناس إلى التفكير في شتّى المجالات، كما في قوله تعالى:﴿إِنّ‏َ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ  الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾[١]. 

ثانياً: اعتبرت الأحاديث الواردة في السنّة الشريفة التفكير عبادة: "تفكّر ساعة خير من عبادة سنة"[٢]، وفي آخر "... خير من عبادة ستّين سنة" [٣]، وفي ثالث "... خير من عبادة سبعين سنة" [٤]...

ثالثاً: نلاحظ أنّ الإسلام لا يقبل الإيمان بأصول العقائد تقليداً، بل يطالب الناس بالتحقيق في أصول الدِّين، فهو يرى للناس حريّة فكريّة تكون الأساس لقبول الإيمان بوحدانيّة الله والنبوّة والمعاد، فالإسلام يعتبر أنّ التوحيد والنبوّة والمعاد وسائر الأصول الاعتقاديّة مسائل يجب التفكّر فيها والوصول إلى حقائقها من خلال الجهد العلميّ.

يتبع..

 

هوامش:

[١] سورة آل عمران، الآية: 190ـ 191.

[٢] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 86، ص 129.

[٣] م. ن، ج 66، ص 293.

[٤] ابن أبي جمهور الإحسائي، عوالي اللئالي، ج 2، ص 57، نقلاً عن الديلمي.

 

المصدر:

الحرية الفكرية، سلسلة إحياء فكر الشهيد مطهري، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية/ (بتصرف).


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد