تربوي - مذكرات فتاة غربية |1|
ثقافتنا
مذكرات فتاة غربية
|1|
نشأتي وأُولى العقد
أعرفكم بنفسي.. أنا كاثرين، عمري ١٤ سنة وأعيش في بلاد الضباب -بريطانيا-.
سأبدأ بكتابة مذكراتي الخاصة، وقد اخترتُ حادثة الأمس في المدرسة لتكون البداية:
إنها ليست المرة الأولى التي يقترب مني فيها شاب يكبرني بسنتين، ينظر إليّ كما ينظر إلى منحوتةٍ للبيع، ثم يشبك أطراف أصابعه في شعري سريعاً ويرحل..
لقد اعتدتُ تقريبًا هذا الأمر، أو أني أحاول اعتياده. ذاك لأنني كلما أردتُ أن أشكو لمعلماتي، بادرن في التخفيف من اهتمامي لهذه الحادثة المتكررة، وكأنهن يرَوْنَ فيها عارضاً ثانوياً. حتى أن إحداهنّ قالت لي مع غمزة لطيفة " أجسام الفتيات ليست ملكهنّ يا عزيزتي"!
هكذا إذاً تنشأ البنات عندنا، ويكبرن مع هذه الفكرة، وتتحول تدريجيًا إلى ما هو أصعب وأشد تعقيداً: كيف نجعل مظهرنا مُرضياً للجنس الآخر؟
قبل أسبوع، صارحتني صديقتي عن رغبتها في الموت بعد سماعها لقصة انتحار جارتها المراهقة. لكن ما لبثَتْ أن هدأَتْ أساريرها حين حدّثتُها عن مشاعر القلق والتوتر والكآبة التي تنتابنا جميعاً - نحن فتيات المدرسة- بسبب حرصنا على شعرنا المنسق ووجهنا الجذاب وقوامنا الملفت للرجال!
لكنني يومها لم أستطع النوم وأنا أفكر بالموضوع: لماذا على حياتنا أن تسير بهذا النحو؟ وكيف يمكن للآخرين تجاهل أفكاري ومواهبي وأهدافي والتركيز فقط على وزني الزائد!
آهٍ كم أتمنى لو أن أمي لم تبالغ في وصف جمالي أمام أقربائي وكلما قمتُ بعمل جيد في طفولتي. وليت أبي اهتم أكثر بميزات شخصيتي بدل وصفي دوماً بالأميرة الشقراء!
سمعتُ أن في مدينة صغيرة قريبة منا، هناك مجموعة فتيات يرتدين حجاباً على رؤوسهن ويلبسن أثواباً فضفاضة التزاماً بدينهنّ.. وكم تمنيتُ العيش بينهن، حيث لا مجال لأحد أن ينظر إليّ بالطريقة التي يفعلها ذاك الشاب السخيف.
يتبع..
المصادر: - صحيفة الغارديان
موقع institute for women's policy research