موقف تربوي - الحوار المثمر |3|

ديننا
الحوار المثمر
|3|

حوار بين الحواس الخمس وابتلاءاتها
(حوار بين العين واليد)

- العين: ماذا تفعلين؟ إبتعدي عن طريقي، أنت تحجبين عني الرؤية.
- اليد: لن أفعل حتى تكفي عن فعلك هذا.
- العين: وما الذي أفعله؟! إبتعدي.
- اليد: ما الذي تفعلينه!؟ ألا يكفي أنك تنظرين إلى ما حرم الله تعالى عليك!؟
- العين: من يسمعك يظن بأنني أشاهد والعياذ بالله مشاهد منحرفة غير لائقة أخلاقيًا ومحرمة.
- اليد: أتظنين بأن الله تعالى حرم عليك تلك المشاهد ولم يحرم عليك هذا الفعل؟ هل تظنين بأن غض البصر هو عن المشاهد الفاسدة فقط؟
- العين: ما الخطأ الذي فعلته؟فأنا أشاهد جمال خلق الله.
- اليد: أي جمال هذا؟ وهل جمال خلق الله هو جسد شخص أجنبي يظهر مفاتنه بشكل فاضح؟! إنما جمال خلق الله هو جمال الروح، جمال الطبيعة الخلابة وما فيها من جبال ووديان، من سماء وبحار، من أشجار وأزهار، من حيوانات وطيور... وليس جسد فان.
- العين: ومن قال لك أنني كنت أشاهد ذاك الجسد، إنما كنت أشاهد عيونه.
- اليد: وقد كنت سارحة بهما أليس كذلك؟
- العين: أجل وما الخطأ في ذلك؟ ألا يحق لي النظر إليهما؟ فلم يأمر الله تعالى بسترهما.
- اليد: أجل لم يأمر الله عز وجل بسترهما وجائز لك النظر إليهما إنما ما حرم عليك هو النظر إليهما بريبة. فلا يحق لك التحديق بهما ولا أن تسرحي وتسحري بجمالهما. فهذا الفعل يؤثر سلبًا على هذا الجسد.
- العين: وكيف ذلك!؟
- اليد: أولاً ستنظرين إلى تلك العينين وسيسحر هذا الجسد بهما من ثم ستنظرين إلى ذاك الجسد عندها ستتحرك مشاعر وغرائز وشهوة هذا الجسد نحو ذاك الجسد وسيقع في المعصية إن لم يردع نفسه، والبداية تكون من خلال غض بصرك. لذا غضي بصرك كي لا تقع فيما بعد المصيبة. فرسول الله صلى الله عليه وآله يقول: 《لكل عضو من ابن آدم حظ من الزنا؛ العين زناها النظر》، ميزان الحكمة/ج4.
- العين: ماذا! زنا؟ أعوذ بالله. لم أكن أتوقع أن مجرد النظر يوقع بهذا الذنب الكبير، كم كنت غافلة عن حقيقة الأمر. شكرًا لك لأنك حجبتِ عني الرؤية، وشكرًا لك على هذا الحوار المثمر.
- اليد: لا شكر على واجب، إنما التوفيق من الله تعالى والشكر والحمد له جل وعلا.
اللهم وفقنا لنصلح أنفسنا كي نردع هذا الجسد عن الذنوب صغيرة كانت أم كبيرة حتى ترضى عنا وعنه يا الله، والحمدلله رب العالمين.