تربوي - مذكرات فتاة غربية |4|
ثقافتنا
مذكرات فتاة غربية
|4|
في سفينة الحب أُبحر
مع نهاية فصل الربيع الماضي، وكعادتها كل سنة، أقامت الجمعية الشبابية في بلدتي حفل افتتاح أنشطتها الصيفية.
لكنها هذه المرة لم تكن حفلةً تقليدية، على الأقل بالنسبة إليّ.
يكفي أن قلبي كان يتراقص خلالها على وقع نظرات "جايمس" العزيز، الذي استغرق في التحديق بي طول الوقت، ثم أقدم على طلب موعد خاص للقائي.
لقاءٌ زجّ بي سريعاً في عالم الحب وجنونه، وقلَب حياتي رأساً على عقب، خاصة مع ذي العينين المشرقتين والوجه البشوش الذي ألفته على باب منزلنا لتوصيل طلبات البيتزا من المطعم المجاور. فجايمس كان يعمل هناك إلى جانب دراسته الجامعية.
في البداية ترددتُ في إخبار والديّ، إلا أنني سرعان ما صارحتهما بكل شيء، وبالطبع هما لم يمانعا الفكرة كونها باتت من مسَلَّمات مجتمعنا. لكنّ أبي أحب التعرف على فتاي كي يطمئن لصحة خياري، أما والدتي فأكثر ما أقلقها ألا تتأثر دراستي بهذا الإرتباط.
توالت الأيام، وصارت قصة الحب كل ما يشغلني، فأنا إما مع جايمس في الحديقة العامة وإما أفكر فيه وبمستقبل العلاقة بيننا. ولا أخفي أنني أصبحتُ أهوى العزلة عن الآخرين لكي لا يقطع عليّ أحد حبل أفكاري. إنه الجنون بحد ذاته، فأنا لا أحتمل البعد عنه ليوم واحد، وفي الوقت نفسه أخاف حين يمسك يديّ وأشعر بالإرتياب عند اقترابه مني، فأبتعد دون تفكير.
مع مرور الوقت برزت تباينات عدة في آرائنا وتطلعاتنا. فعلى سبيل المثال، هو لم يحبذ فكرة اختياري لجامعة بعيدة تضطرني للانتقال بسكني إلى مدينة أخرى، وكم كانت نقاشاتنا حول المعتقدات الدينية تطول وتطول. لكنّ أكثر خلاف خشيته هو في نمط الحياة الذي أراد أن يحياه برفقتي. لقد أزعجني فعلاً أنه يفضل المساكنة بعد تخرجي من الثانوية، قبل الإقدام على الزواج الكَنَسي. هذه الفكرة التي رفضتُها كلياً ووقفتُ حيالها أمام مفترق طرق!
كيف أرضى بهكذا شريك لا يضمن لي أية حقوق قانونية إن اخترتُ العيش معه؟! ولا أستبعد أن ينتهي بي المطاف وحيدةً في معترك الحياة مع طفلٍ بين ذراعيّ، كما يحدث لكثير من الفتيات حولي!
ومن جهة ثانية، هل سأتمكن من إيقاف تدفق الحب إن اخترتُ الإنفصال؟! وأن أمحو ترسبات الماضي وأبدأ من جديد!
ربما لم يكن يجدر بي الخروج برفقته باستمرار، والغوص كثيراً في عمق العلاقة، قبل أن أصل إلى هذه المرحلة التي يصعب فيها اتخاذ القرار. وربما كان من الأفضل أن أحافظ على بُعد المسافة بيننا لكي أضبط من خلالها مشاعري وتصرفاتي، صوناً لنفسي وروحي..
يتبع..
مصادر الحالات الإجتماعية:
- The guardian
-The new york times.