موقف تربوي - الحوار المثمر |6|
ديننا
الحوار المثمر
|6|
حوار بين الحب و الكره
- الحب: مرحبًا، كيف حالك؟
- الكره: أهلًا.
- الحب: إلى أين أنت ذاهب؟ هل أنت مشغول؟!
- الكره: لا شأن لك.
- الحب: ولكنني وصلت للتو!
- الكره: وإن يكن!؟
- الحب: اشتقت للجلوس معك يا صديقي.
- الكره: أولاً لسنا أصدقاء، ثانيًا أنا لا أحبك، لمَ تلاحقني دائمًا؟!
- الحب: أنت دائمًا تحب المزاح معي.
- الكره: أي مزاح!؟ هل أنت أحمق أم ماذا!؟ أقول لك لا أحبك فتتهمني بالمزاح. حقًا أنت مزعج.
- الحب: مزعج!؟ هل حقًا تجدني مزعج!؟ هل حقًا لا تحبني!؟
- الكره: هل أنت مصدوم بالحقيقة؟ حقًا أنت أحمق.
- الحب: أنا آسف لم أكن أعلم أنني أزعجك. في الحقيقة لم ألاحظ ذلك إلا الآن. أتعلم ماذا يقول الإمام علي عليه السلام؟
- الكره: ماذا يقول؟
- الحب: «عين المحب عمية عن معايب المحبوب، و أذنه صماء عن قبيح مساويه». ميزان الحكمة/ج1.
وأنا دائمًا ما كنت أحسبك صديقًا لي وألتمس لك الأعذار.
- الكره: صديقًا لي!؟ أنا فقط أعاملك بلطف عندما أحتاجك بشيء ما. ولأكن أكثر وضوحًا فأنا أعاملك بشكل جيد حسب ما تقتضي مصلحتي ذلك.
- الحب: ولكن بهذه الطريقة لن يبقى بجوارك أي صديق.
- الكره: لا أحتاج إلى صديق.
- الحب: الجميع بحاجة إلى أصدقاء وأنت أولهم، لا تنكر ذلك.
- الكره: مؤكد عندما أحتاج إلى أحد ما سأجدك إلى جانبي. أتعلم لماذا؟
- الحب: لماذا؟
- الكره: لأنك ببساطة أحمق.
- الحب: لا، لست أحمقًا. إنما أحبك في الله طمعًا لنيل محبته ورضاه جل جلاله. فالإمام الصادق عليه السلام يقول: «قال الله تبارك وتعالى: ما تحبب إليّ عبدي بأحب مما افترضت عليه» وسائل الشيعة/ج15 والله تعالى أمرنا بحسن المعاملة.
- الكره: محبة الله! هل تعتقد أن الله لا يحبني؟
- الحب: إن الحب والكره لا يجتمعان معًا في قلب إنسان اتجاه آخر، فكيف بالله الذي خلق الكون وما فيه هل تظن أنه تعالى خلقهم ليبغضهم! معاذ الله ما هكذا الظن به.
- الكره: قل لي كيف أصبح مثلك؟ علمني.. أريد أن أتغيّر. ففي الحقيقة لست سعيدًا بما أنا عليه.
- الحب: أتريد أن تعرف ما هو السر؟
- الكره: مؤكد.
- الحب: السر هو حديث الإمام علي عليه السلام عما يورث محبة الآخرين «ثلاث يوجبن المحبة: حسن الخلق، وحسن الرفق، والتواضع» ميزان الحكمة/ج1، وعندما تتعامل مع الآخرين بهذا الأسلوب سيعاملونك نفس المعاملة عندها ستتعزز العلاقة فيما بينكم وتتطور إلى المحبة.
- الكره: شكرًا لك على كل شيء، شكرًا لأنك دائمًا تنصحني وتحاورني، شكرًا لأنك صديقي. أنا حقًا آسف على معاملتي السيئة لك.
- الحب: لا شكر على واجب، واطمئن فالإعتذار دائمًا مقبول بين الأصدقاء. أرأيت أهمية الصداقة الصالحة وكيف أن حواراتهم تكون دائمًا ذات منفعة؟
- الكره: أجل، وخير دليل حوارنا هذا المثمر. فالحمد لله على نعمة الصداقة.
- الحب: الحمد لله.