موقف تربوي - الحوار المثمر |9|
ديننا
الحوار المثمر
|9|
حوار بين المرض الروحي وعلاجه
(حوار بين النفاق وعلاجه)
- النفاق: يا أخي إتق الله، الغيبة حرام... حرام..! نحن مسلمون.
- علاجه: يا من تتظاهر بالإسلام.
- النفاق: عذرًا هل تتحدث معي؟!
- علاجه: أجل. إسمع ما يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحديث الشريف: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» الكافي/ج2،
- النفاق: ما الذي تقصده من توجيه هذا الحديث لي!
- علاجه: إذًا إسمع ما يقول الإمام الصادق (عليه السلام) وستعي ما الذي أقصده. يقول (عليه السلام): «من لقي المسلمين بوجهين ولسانين، جاء يوم القيامة وله لسانان من نار» الكافي/ج2.
- النفاق: كيف تتجرأ على إهانتي؟
- علاجه: بل أُظهر لك صفتك المخفية. ألا تعلم أن مصير المنافق العذاب والحشر مع الشياطين مشوّه الخلقة بلسانين من نار!
- النفاق: أنت حقًا وقح. كيف تسمح لنفسك بوصفي بالمنافق؟
- علاجه: إذًا قل لي ماذا يسمى من يعظ الآخرين بترك الغيبة وهو كان يستغيب قبل ساعات؟
- النفاق: ماذا!
- علاجه: أظنك غافلاً عن مدى خطورة المرض الواقع به. دعني أبيّن لك مفاسده وآثاره عليك وعلى الآخرين.
- النفاق: خطورة مرضي!
- علاجه: أجل مرضك. أولاً النفاق صفة التلوّن وهي صفة شيطانية تبعث على الذل والفضيحة في الدنيا وتورث الذل والعذاب الأليم في الآخرة. ويكون صاحبها مشمولاً بالآية الشريفة: {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل } (سورة الرعد، الآية 25). والنفاق بالإضافة إلى ذلك تتبعه مفاسد كثيرة، مثل الأنانية، الفتنة التي ينص القرآن الكريم أنها {أشد من القتل} (سورة البقرة، الآية 191)، النميمة التي يقول عنها الإمام الباقر (عليه السلام): «محرمة الجنة على القتاتين المشائين بالنميمة» الكافي/ج2 والقتات هو النمام، والغيبة التي قال عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنها أشد من الزنا» وإيذاء المؤمن وسبه وكشف الستر عنه وإفشاء سره...
- النفاق: يا إلهي! توقف أرجوك لم أعد أحتمل. بالله عليك قل لي هل بإمكاني التخلص من هذه الصفة؟
- علاجه: مؤكد. لهذا السبب جئتك واعظًا.
- النفاق: قل لي إذًا كيف؟
- علاجه: هناك طريقان لعلاج هذه الخطيئة الكبيرة: الأول التفكير في عاقبة النفاق والمفاسد التي تنتج عنه. والثاني الأسلوب العملي لعلاج النفس، ويتحقق بأن تراقب حركاتك وسكناتك بكل دقة لفترة من الوقت، وتعمد إلى العمل بما يخالف رغبات النفس وتمنياتها، وتجاهد في جعل أعمالك وأقوالك في الظاهر والباطن واحدة، وتبتعد عن التظاهر والتدليس في حياتك العملية. وبالطبع طلب العون والتوفيق من الله تعالى.
- النفاق: لا أعرف كيف أرد لك الجميل شكرًا لك.
- علاجه: لا شكر على واجب. في الحقيقة أنا أعتذر إذ كنت قاسيًا معك في بداية حوارنا.
- النفاق: لا عليك. المهم أن الحوار مثمر والحمدلله.
- علاجه: أجل، الحمد لله.