موقف تربوي - الحوار المثمر |11| الجزء الأول
الحوار المثمر
|11|
الجزء الأول
(حوار بين الحسد وعلاجه/ الجزء الأول)
- الحسد: أنظر إلى هذا الشخص وإلى سيارته الجديدة، كل مدة يشتري السيارة الأجدد في السوق. أما أنا فما زالت سيارتي هي ذاتها، وانظر كم أصبحت قديمة. حتى إنه يمتلك منزلاً كبيرًا من طابقين مع حديقة واسعة وشقتي إيجار في مبنى قديم لا أدري متى يهبط سقفها فوق رؤوسنا.
- علاجه: لماذا تقارن حياتك بحياة غيرك؟ أحمد الله فحياتك هنية، هناك عائلات لا منزل يأويهم، جياع، عطاشى، المرض يهلكهم، وأنت سليم من ذلك كله.
- الحسد: أنا لا أقارن، إنما يضيق صدري عندما أرى نعم الله الكثيرة منزلة على من لا يستحق ذلك.
- علاجه: ومن قال لك أنه لا يستحق ذلك؟
- الحسد: الأمر واضح أنا مؤمن أكثر منه. ألا ترى مظهره وكيف أنه يتباهى بثرائه؟
- علاجه: مؤمن وحسود! كيف جمعت صفة الإيمان مع الحسد؟ ألم تسمع قول الإمام الصادق (عليه السلام): «آفة الدين الحسد والعجب والفخر» (الكافي للكليني جزء 2) والرواية عن أبي جعفر (عليه السلام): «إن الرجل ليأتي بأي بادرة فيكفر، وإن الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب» (الكافي للكليني جزء 2). ومن قال لك إن المظهر يحدد من هو مؤمن ومن ليس بمؤمن؟ إنما هو يظهر نعم الله عليه ولا يتباهى بها.
- الحسد: أنا حسود!
- علاجه: أجل، ألم تقل أن صدرك يضيق عندما ترى نعم الله منزلة عليه؟ فالحسد يصيب قلب الإنسان بالحزن والكدر، والصدر بالاختناق والضيق، والوجه بالعبوس والغضب. والحسود هو الذي لا يؤمن بالحكمة الإلهية ولا يؤمن بالعدل الإلهي.
- الحسد: لست كذلك.
هل سيقتنع أنه حسود؟
انتظرونا في الجزء الثاني لنكتشف ذلك.
يتبع..