موقف تربوي - الحوار المثمر |12| جزء ثاني
ديننا
الحوار المثمر
|12| جزء ثاني
حوار بين المرض الروحي وعلاجه
(حوار بين العجب وعلاجه/الجزء الثاني)
- العجب: ما هي؟
- علاجه: إحباط الأعمال، ويستحوذ عليه الشيطان فقد ورد أنه سأل موسى بن عمران (عليه السلام) الشيطان: «فأخبرني بالذنب الذي إذا ارتكبه ابن آدم استحوذت عليه، قال: إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله وصغر في عينه ذنبه»
الكافي(الكليني)ج2، استصغار الذنوب، واعتماد الإنسان على أعماله، واحتقار عباد الله، يدفع الإنسان إلى الرياء، ويوصل الإنسان إلى التكبر.
- العجب: أعوذ بالله. وكيف أتخلص من هذا المرض؟
- علاجه: إن أساس العجب حب النفس، إذًا عليك أن تبعد هذا التأثير عنك وتنظر بعين الإنصاف إلى أعمالك لترى هل أنك تستحق عليها المدح والثواب والرحمة أم أنك جدير باللوم والعقاب والنقمة؟ واعلم أن الثواب تفضل لا استحقاق، فالله تعالى يحاسب عبده وفق رحمته وليس وفق عدالته لأن ثواب عبادات العبد لا تعادل شكر واحدة من نعمائه. وعليك أن تتوب من الأكاذيب التي قلتها في حضرة الله تعالى، ومما نسبته إلى نفسك من دون دليل. وعليك أن تكون حذرًا تجاه مكائد الشيطان و اعلم أنه لن يدعك تؤدي عملاً واحدًا بإخلاص، وحتى الأعمال غير الخالصة التي يتقبلها الله بفضله لا يدعك الشيطان تصل من خلالها إلى اﻷهداف المقصودة منها، فيعمل على إحباطها وتخسر هذا النفع بسبب العجب والتذلل في غير موقعه. وحتى أنك لن تصل إلى الجنة، بل تخلد في العذاب ويشملك الغضب الإلهي كذلك.
- العجب: أعدك بأني سأنفذ نصيحتك لي وأبتعد عن حب النفس. شكرًا لك عليها وعلى الحوار، فلولا هذا الحوار المثمر لكنت ما أزال قابع في غفلتي وجهلي.
- علاجه: لا شكر على واجب. فالحمد لله إذ أن حوارنا أثمر.
- العجب: أجل لله الحمد.