موقف تربوي - الحوار المثمر |13|
ديننا
الحوار المثمر
|13|
حوار بين المرض الروحي وعلاجه
(حوار بين الكبر وعلاجه/ الجزء الأول)
- الكبر: هل أنت مجنون؟ أنا صاحب العلم والمعرفة أجلس مع هؤلاء الجهلة!
- علاجه: وهل ستنقص علومك إن جلست معهم؟
- الكبر: بالطبع لا، ولكن مستواي أعلى من مستواهم. وكل واحد عليه الجلوس مع من هم بمستواه.
- علاجه: وهل خلقت متعلمًا؟ ألم تكن جاهلًا وتعلمت؟ وأي مستويات تتحدث عنها! هل يعقل يومًا ما أن يقسم موسم الحج؟ الأغنياء يحجون أولاً ثم المتعلمون ثم الفقراء ومن حالت الظروف دون تعلمهم. أي هراء هذا الذي تتحدث عنه؟
- الكبر: أنت لا تعرف شيئًا. هذا رأيي ورأي المتعلمين مثلي ولا يحق لأحد التدخل فيه.
- علاجه: بل هذا تكبر على الآخرين.
- الكبر: أي تكبر؟
- علاجه: أي تكبر! ألا تسمي هذا الفعل تكبرًا ! لا تقبل الجلوس مع الذين لم يصلوا إلى الدرجة التي وصلت لها في العلم.
- الكبر: تعبت ودرست واجتهدت كي أصل إلى هذه المرحلة ثم أجلس معهم. هل تراني غبيًا؟
- علاجه: بل متوهمًا بأنك إنسان كامل، معجب بنفسك، حجبت كمال الآخرين وتراهم أدنى منك، فترفعت عليهم قلبيًا وظاهريًا.
- الكبر: يحق لي فأنا الأكثر علمًا بينهم جميعًا.
- علاجه: ومن قال لك هذا؟ أرأيت ذاك الشيخ الكبير؟ لم تتعرف عليه أليس كذلك؟ إنه أحد العلماء الكبار.
- الكبر: ويجلس هنا!
- علاجه: أجل يجلس معهم تواضعًا منه. أتعرف لماذا يتواضع؟
- الكبر: لماذا؟
- علاجه: لأن الكبر أدنى الإلحاد، فبالسند المتصل عن حكيم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أدنى الإلحاد، فقال: «إن الكبر أدناه» الكافي/للكليني ج2. ولأن الله تعالى يقول في كتابه العزيز عن لسان لقمان الحكيم موصيًا ابنه: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (سورة لقمان، الآية 18). ولأن أحد المحققين يقول: «إن أدنى درجة الكبر في العالم هي أن يدير وجهه عن الناس كأنه يعرض عنهم، وفي العابد هي أن يعبس في وجوه الناس ويقطب جبينه كأنه يتجنبهم أو أنه غاضب عليهم، غافلاً عن أن الورع ليس في تقطيب الجبين ولا في عبوس ملامح الوجه ولا في البعد عن الناس والإعراض عنهم، ولا في طأطأة الرأس ولملمة الأذيال، بل الورع يكون في القلب»، لقد قال الإمام الصادق (عليه السلام): «ما من عبد إلا و في رأسه حكمة وملك يمسكها، فإذا تكبر قال له: إتّضع وضعك الله، فلا يزال أعظم الناس في نفسه وأصغر الناس في أعين الناس. وإذا تواضع رفعه الله عز وجل. ثم قال: انتعش نعشك الله، فلا يزال أصغر الناس في نفسه وأرفع الناس في أعين الناس» الكافي/ للشيخ الكليني،ج2.
هل عرفت الآن لماذا هو متواضع ولا يتكبر على الآخرين؟
هل سيستطيع تغيير نفسه؟
هذا ما سنكتشفه في الجزء الثاني انتظرونا
يتبع..