موقف تربوي - الحوار المثمر |14| الجزء الأول
ديننا
الحوار المثمر
|14| الجزء الأول
حوار بين المرض الروحي وعلاجه
(حوار بين الغضب وعلاجه/ الجزء الأول)
- الغضب: إن لم تصمت في الحال سألقنك درسًا لن تنساه.
- علاجه: ماذا قال لك حتى انفعلت هكذا!؟
- الغضب: ألا تسمع ما يقول؟
- علاجه: ماذا يقول!؟ إنه يرشدك.
- الغضب: بل يعير علي.
- علاجه: هل حقًا ظننته يعير عليك بكلامه! ألم تسمع وصايا أهل البيت (عليهم السلام) بأن علينا الدعاء لمن يقول لنا ما هي عيوبنا؟ خطأه الوحيد أنه قالها لك بوجودي، كان عليه أن ينفرد بك ثم يخبرك عنها.
- الغضب: وتلومني على انفعالي!
- علاجه: أجل، لأن هذا الأمر لا يستحق كل هذا الإنفعال.
- الغضب: بل يستحق كي يتعلم للمستقبل.
- علاجه: ألم يدعونا أهل البيت (عليهم السلام) إلى كظم الغيظ!؟ إحذر يا صديقي الغضب، فعن الإمام الصادق (عليه السلام): «الغضب مفتاح كل شر» الكافي/للكليني ج2.
- الغضب: الغضب ليس شرًا دائمًا. إنما له فوائد ومنها: الدفاع عن النفس من هجمات الطبيعة، القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد ضد الأعداء، ودفع المؤذيات والمضرات عن الفرد والمجتمع والدين وسائر العلوم.. فلولا هذه القوة لما استطاع الإنسان أن يصل إلى الكثير من مراتب تطوره وكمالاته ولابتلي بكثير من العيوب والمفاسد كالخوف والضعف والخمود والتكاسل والطمع وقلة الصبر وعدم الثبات وتحمل الظلم وقبول الرذائل والاستسلام لما يصيبه وانعدام الغيرة وخور العزيمة.. والله تعالى يصف المؤمنين بقوله: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ }.الفتح/ 29.
- علاجه: أنت محق له فوائد في مكانه الصحيح ولكن الإفراط في الغضب قبيح، فالتفريط ونقص الاعتدال من الصفات المذمومة التي تؤدي إلى كثير من المفاسد، كذلك الإفراط وتجاوز الاعتدال هو أيضًا من الصفات المذمومة التي تقود إلى مفاسد كثيرة. فقد ورد في الحديث الشريف عن أبي عبد الله (عليه السلام): « الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل» الكافي/للكليني ج2. . وقد يصل الغضب بالإنسان إلى حد الإرتداد عن دين الله وإطفاء نور الإيمان بحيث أن ظلام الغضب وناره تحرق العقائد الحقة، فيصل إلى الهلاك الأبدي، ثم ينتبه على نفسه بعد فوات الأوان وحين لا ينفع الندم، ولذلك يمكن أن توصف هذه السجية بأنها أم الأمراض النفسية ومفتاح كل شر، على المستويين الخلقي والعلمي.
- الغضب: مفاسد! مثل ماذا؟
ما هي مفاسد الغضب؟
هذا ما سنكتشفه في الجزء الثاني انتظرونا
يتبع..