www.tasneem-lb.net

موقف تربوي

موقف تربوي - يا شبليّ! هل حججت! الجزء الأول

شعائرنا
يا شبليّ! هل حججت!
الجزء الأول 

 

الحج هو سيرٌ وسلوكٌ معنويٌّ وهجرةٌ إلهية. وتتجلّى في هذا السفر العبودية لله بأجلى صورها وأبهاها، فكلّ شعيرة وكلّ منسك وكلّ حكم شرعي في هذا السفر هو ترجمة مباشرة لحقيقة العبودية وإعلان من العبد بخضوعه لربه ووضعه لنير المذلّة على عنقه والتصاغر أمام مالك الملوك وامتثاله له وحده ورفضه لكل ربٍّ أو معبودٍ دونه.

فريضة الحج كسائر الفرائض لها ظاهرٌ ولها باطنٌ وما لم يؤدّي المكلّف الظاهر بشكلٍ صحيحٍ فما له في الباطن من نصيب. فينبغي أن يطبّق المكلّف أحكام الحج الظاهرية بكلّ دقّة ليتمكّن من تحقيق آدابه المعنوية ويحصّل آثار الحج العظيمة.

ويبرز البعد المعنوي للحج عندما يقارن بالعبادات الأخرى، لما يحتويه من أحكام مفعمة بالرموز والأسرار. ويتمتع الحج بفضل مناسكه الخاصة، برياضات خاصّة تؤثّر في تزكية النفس وعلوّ الدرجات المعنوية.

وتبلغ أهمية البعد المعنوي للحج في الروايات الإسلامية حداً بحيث إن الحج يفقد معناه بدونه.

من هذه الروايات، رواية طويلة معروفة برواية الشبليّ المرويّة عن الإمام السجّاد (عليه السلام)، التي تتضمّن معانٍ سامية في فهم الحجّ.

نتعلّم من فحوى ما ورد عن الإمام السجّاد (عليه السلام) فيها، ونحن في زمن الحجّ إلى الله، أن نُقبل عليه ونحن مطهَّرون من كلّ ما اكتسبناه من آثام، وأن نعقد العزم على عدم العودة إلى ارتكاب المعاصي عبر التوبة الخالصة النصوح، وأن نلبس ثوب الطاعة الحقيقيّة لله في السر والعلن، فنبتعد حقيقةً عن الرياء والعصبيّة والنفاق، ونبتعد عن الشبهات في مواقفنا وعيشنا وعقيدتنا، وأن نعاهد الله على التزام ما أمر والانتهاء عما نهى، وأن نهاجر إلى الله ونهرب إليه من كلّ ما يلوّث نفوسنا ويسقط عزّتنا، وأن نرجو دوماً رحمة الله، فنسعى إليها بأفعالنا وأقوالنا، وأن نخاف الله، فنراقب أنفسنا ونحاسبها، وأن نعي حقيقة وقوف الله على كتاب أعمالنا في السرّ والعلانية.

نتعلّم أيضاً التطهر من الذّنوب، ورجم كلّ تصرف شيطاني يمكن أن يصدر عنا، وأن نرمي أعداء الله بكلّ ما نستطيعه من قوّة، ونتمسّك بالورع والتقوى وهجران الذنب والأطماع والأهواء، عندها قد نحقّق بعضاً من معنويات عبادة الحجّ التي تعدّ من أهمّ العبادات في الإسلام.

هذه الرواية عبارة عن جملة وصايا الإمام زين العابدين (عليه السلام)، حيث يدعونا أئمتنا (عليهم السلام) كي نتربى على القيم والمفاهيم العبادية السليمة التي تفتح قلوبنا وعقولنا على الخير كلّه، والبركة كلّها، وعلى فضل الله ورضوانه في الدّنيا والآخرة.

▫️ أبرز أعمال الحج وآدابه المعنوية استناداً لشرح بعض مقاطع رواية الشبليّ. 
يتبع الجزء الثاني..

روح العبادة، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية الإلكترونية (بتصرف)

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد