موقف تربوي - ماذا يسأل الأطفال! |3|
ماذا يسأل الأطفال!
|3|
لماذا لا يقضي الله على الظالمين؟
معك حق عزيزي أن تسأل أنت وأصدقاؤك الصغار هذا السؤال، فنحن نرى كل يوم كيف يقتل الإسرائيليون إخوتنا في فلسطين، ونرى كيف يقصف الأمريكيون والوهابيون بيوت الأطفال في اليمن..
وأنت حين ترى هذه المشاهد ينفطر قلبك وتتمنى لو أن الله يعاقب هؤلاء الأشرار.
ولذلك، سنكتشف سويّا الإجابة عن سؤالك من خلال هذه الملاحظة:
- تعرف يا بني أن السنة مقسمة إلى ٤ فصول، وفي كل فصل تكون الطبيعة بحالة مختلفة عن الفصل الآخر، ويكون برنامجها مختلفًا..
- وحياتنا أيضًا عبارة عن فصلين:
- الفصل الأول: يمتد من ولادتنا حتى مماتنا
- الفصل الثاني: هو حياتنا ما بعد الموت.
في الفصل الأول، يكون برنامج حياتنا قائم على الاختيار والاختبار، يمكننا ان نختار أن نكون صادقين أو كاذبين، رحماء أو ظالمين، طيبين أو أشرار..
وهكذا تكون الدنيا (أي الفصل الأول من حياتنا) فرصة لنختبر أنفسنا..
فإن كنا من أهل الصلاح وقمنا بأعمال حسنة، فسيكون مصيرنا الجنة في الآخرة.
وإن كنا من أهل السوء والمعاصي فسيكون عقابنا صعبًا بعد الموت!
يقول الله تعالى في سورة إبراهيم (٤٢): "ولا تحسبنّ الله غافلًا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار"
فالله لديه صبر طويل، وإذا ترك الظالمين أيامًا من دون عقاب فهذا لا يعني أنه نسيهم، وأنه لن يعذبهم بما فعلوا..
بل إن الظالمين سيُجازون في الدنيا والآخرة عاجلًا أم آجلا، ولو ألقيتَ نظرة على تاريخ الظالمين لعرفتَ أنهم لم يجنوا في حياتهم سوى الخيبة والخسران!
د. أميمة عليق