تربيتنا
المراهقة حقيقة أم وهم!
|2|
مرحلة من مراحل:
بعيداً عن التعريفات الأكاديمية لهذه الفترة العمرية الانتقالية من مرحلة إلى مرحلة، وعن تقسيماتها وما يُكتب حولها ممَّا أصبح شائعاً بين الناس. بعيداً عن كل هذا، نسأل:
هل هناك فعلاً أزمة مراهقة إلى درجة التخوُّف منها والتأهُّب لمواجهتها بأقل الخسائر الممكنة؟
جُلُّ ما في الأمر أنَّ النُمُوَّ التدرُّجي "لابن آدم" يُحتِّم الدخول في مرحلة الاكتمال الجسدي والنُضج العقلي وبداية الاختلاط الاجتماعي والإدراك النفسي الجماعي، بعد أن كان تفكيره، وبحسب التربية السائدة "طفولي" يعتمد على غيره، وخاصة في هذه الأيَّام التي بلغ فيها الغَنَج مبالغ لم تكن حتى أمد قريب، إلّا لأفراد قليلة من أبناء السلطة والجاه، وأبناء الميسورين.
هذه التطورات ينبغي وضعها في إطارها السَّوي الطبيعي، والتعامل معها على هذا الأساس، بما فيها حالات الاختلاف أو النقاش أو محاولة إثبات الذات أو لفت النظر أو تضخيم الطموحات أو الجهر بأحلام اليقظة.
فهذه أُمور متوقَّعة من كائن بشري ينمو ويشتد ﴿مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً﴾ [الـرُّوم: 54] ليصل أو ليتَّجه لإتمام ما كُتب له من عمر في هذه الدُّنيا، فهو يزداد كل شهر بل كل يوم خبرةً ودروساً وعِبَراً، دون أن يصل إلى حدٍّ معيَّن ولو بلغ ﴿أَرْذَلِ الْعُمُرِ﴾ [النّحـل: 70] باستثناء حالات كُتب عليها أن لا تعلم من بعد علم شيئاً.
المصدر: كتاب المراهقة حقيقة أم وهم، للسيد سامي خضرة.