وصايا تربوية من فكر الإمام الخامنئي دامت بركاته
|2|
مهنة التعليم
الإخلاص سبيل الخلاص
هناك ميزة تمتاز بها مهنة التعليم، وهي أنه في هذا العمل (مشقة كبيرة ودخل ماديّ ضئيل) إلا أنه تتوافر إمكانية الإخلاص أكثر من غيره، وهذا أمرٌ بالغ الأهمية. فإن نجاة الإنسان في الحياة الأبدية مرهونٌ بالإخلاص، وإن العمل لوجه الله وفي طريق الحقيقة وعلى جادة الإخلاص سبيلٌ للخلاص، وهذه الفرصة قد لا تسنح في مجالات كثيرة.
فإن الإنسان في الكثير من أعماله يتصوّر أنه أنجزها لوجه الله، ولكنه إذا أمعن النظر فيها بإنصاف، سيجد أنها قد اختلطت بما ليس لله. «وَأَستَغفِرُكَ مِمّا أَرَدتُ بِه وَجهَكَ فَخالَطَني ما ليس لَك» إقبال الأعمال -ج١. هذا من الأدعية الواردة بين نافلة الصبح وفريضته، حيث يقول: إلهي! أستغفرك من عملٍ أردت القيام به في سبيلك، فوجدت أنه قد «خالَطَني ما لَیسَ لَك»، وقد امتزجتْ فيه دوافع ونيات غير إلهية.
هذا هو حال الكثير من أعمالنا، وأنا العبد أذكّر نفسي. فليغتنم الإنسان ذلك العمل الذي تتوافر فيه إمكانية الإخلاص، كالتعليم. بإمكانكم أن تعملوا بإخلاص، فإن فعلتم ذلك، ستجدون البركة في أعمالكم.