زين العابدين وتستمر الرسالة (5)
زين العابدين وتستمر الرسالة
الجزء الخامس والأخير
لم يمر وقتًا طويلًا على كربلاء، إلا وقامتالثورات ضد الحكم الأموي، من كل مكان، وقد لعب الإمام السجاد عليه السّلام دوراًكبيراً في ذلك من خلال سيرة حياته الشريفة التي لم تغب كربلاء لحظة من لحظاتهاعنها، فأثبت في وجدان الأمة وعقلها قضية الحسين عليه السّلام الذي ثار من أجل قضيةالحق السليب وأن يكون نوراً للأمة تهتدي به وتنعم، بدلاً من أن يكون الحق بيد حفنةمن الأدعياء يستغلونه لمصالحهم النفعية الضيقة على حساب الأمة كلها.
هذه المسيرة الإصلاحيّة الهادفة لم تخفَ عن عيونعبد الملك بن مروان التي بثها في المدينة لتراقب تحركات الإمام عليه السّلامفاعتقله وأحضره إلى دمشق مقيدًا، لكن قوة شخصية الإمام عليه السّلام ومهابتهأثارتا الاحترام في نفس عبد الملك فأمر بإطلاقه وإعادته سالماً إلى المدينة.
وأخيراً، قرر الوليد بن عبد الملك تصفية الإمامعليه السّلام فأوعز إلى أخيه سليمان فدسّ السمّ له.
سلام الله عليك يا إمامنا يا زين العابدين عليهالسّلام...
أيها الساجد، العابد،الخاشع، المتهجد،العدل،الزاهد، البكّاء....
يا وصي الوصيين، وخازن وصايا المرسلين، وإمامالأمة، وزين الصالحين، ووارث علم النبيين، وإمام المؤمنين....
ورحمة الله وبركاته....