رسالة التكامل الإنساني
رسالة التكامل الإنساني
رسالة الحقوق للإمام زين العابدين"عليه السلام" رسالة جامعة وشاملة لمعالجة شؤون الإنسان في علاقاته الثلاث: مع ربه، ونفسه، ومجتمعه. فهي لمتترك موضوعًا من الموضوعات إلا وتطرقت له.
ولقد سبقت ((رسالة الحقوق)) للإمام "عليه السّلام" ((الاعلان العالمي لحقوق الإنسان)) الصادر عن الأمم المتحدة عام ١٩٤٨بما يزيد عن ١٣٠٠سنة وتميّزت عنه بأمور:
- نسقت رسالة الحقوق منظومة القيم الفردية والمجتمعية في إطار تكاملي مترابط مما يجعلها مؤثرة بطريقة تكاملية، بينما ذكر إعلان الأمم المتحدة مواد تتحدث عن جوانب مختلفة دون شبكة التواصل والعلاقة بينها، فهي حقوق مبعثرة.
- ربطت رسالة الحقوق بين الأداء المادي والصلة الروحية بالله تعالى، بينما ركز إعلان الأمم على الجوانب المادية فقط، فكان أقرب إلى النصائح من دون ضابط إيقاع أو الردع عن المخالفة.
- أشبعت رسالة الإمام "عليه السّلام" كل حق بمستلزماته، فتحدثت عن الحقوق الخمسين على تنوعها، بمنهجية واحدة في إطار التشريع الإسلامي، بينما دمج إعلان الأمم بين أفكار عدّة في بعض مواده، كتوجيهات من دون قواعد متكاملة، رابطًا مستند الحماية للحقوق بحسب كل دولة.
- لا شكبأن إعلان الأمم المتحدة إنجاز إنساني، حاول استخلاص بعض القواعد العامة التي تحاكي بنسبة مهمة الفطرة الإنسانية، ولكن رسالة الإمام إنجاز ربّاني، يحاكي الفطرة الإنسانية بجميع متطلباتها، ويرسم لها معالم صلاحها وسعادتها.
- وهكذا انطلقت الرسالة من الحقوق كواجبات تجاه الآخرين، بخلاف المنظومات المادية التي تحرّض على الحقوق كمكتسبات ذاتية.
فسلام على إمامنا زين العابدين يوم وُلد ويوم أدّى رسالته، ويوم استُشهد،ويوم يبُعث حيًّا.