حركة الإمام السجاد في مرحلة ما بعد الأسر
أئمتي -4-
حركة الإمام السجاد في مرحلة ما بعد الأسر
يتساءل الإمام القائد السيد علي الخامنئي دامت بركاته:
لماذا يلجأ الإمام السجّاد عليه السلام، في مرحلة ما بعد الأسر، إلىالاعتدال والتقيّة ويغطّي على التحرّكات الثورية والشديدة بالدّعاء والأعمالالمعتدلة، بينما يتصرّف في مرحلة الأسر بشدّة وقوّة ووضوح.
يقول السيد الخامنئي: الجواب هو أنّ مرحلة الأسر كانت فصلاًاستثنائياً، حيث كان على الإمام السجّاد عليه السلام، وبمعزل عن كونه إماماً، أنيهيّئ أرضيّة التحرّك المستقبليّ لإقامة الحكومة الإلهيّة والإسلاميّة، وقد كاناللسان الناطق للدماء المسفوكة في عاشوراء.
فالإمام السجّاد عليه السلام لم يكن هنا بحقيقته، بل كان لسان الحسينعليه السلام الصامت الّذي تجلّى في هذا الشاب الثوريّ في الشام والكوفة. فلو لميكن الإمام السجّاد عليه السلام شديداً وحادّاً وصريحاً في بيان القضايا فإنّه لنيبقى في الحقيقة مجال لعمله المستقبليّ. لأنّ مجال عمله المستقبليّ ينطلق من دمالحسين بن علي عليه السلام الهادر.
كما أنّ دم الحسين عليه السلام كان أيضاً أرضيّة للنهضات الشيعية علىطول التاريخ. وهكذا ينبغي أن يبدأ العمل، أوّلاً بتحذير الناس، ثمّ في ظلّ هذاالتحذير تبدأ المعارضة الأصوليّة والعميقة والبعيدة المدى، ولا يمكن أن يتحقّق هذاالتحذير إلا باللهجة الحادّة والشديدة.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحابالحسين ورحمة الله وبركاته.