السيّدة فاطمة (ع) - حجية السيدة الزهراء (ع) |2|
حجية السيدة الزهراء (عليها السلام) على الأئمة المعصومين عليهم السلام
|2|
فاطمة غاية الوجود ومنتهاه
حسبها أنها هي مبتدأ الوجود ومنتهاه، وغاية كلّ شيء ومبتغاه، جعل الله في حبّها ورضاها كلّ شيء مقبول، هي شمسٌ لا يدانيها الأفول، هي زهرة لا يدانيها الذبول.
هي المفطومة عن معرفتها الخلائق، وعلى معرفتها دارت القرون الأولى والأُخرى، هي فاطمة الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى.
هي سرّ السرّ، وليلة القدر، هي فاطمة وما أدراك ما فاطمة!
هي حجة الله في أرضهِ وسمائه، لولاها لم تُخلق الخلائق، هي نور النور ومنها تُزهر المشارق، هي حجة الله على جميع خلقه، عن أبي جعفرٍ (عليه السلام): (ولقد كانت (عليها السلام) مفروضة الطاعة على جميع مَن خلق الله من الجن والإنس والطير والوحوش والأنبياء والملائكة) - دلائل الامامة ٢٨.
وهي حجة على ذريتها من الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، إذ قال فيها الإمام الحسن العسكري عليه السلام: (نَحْنُ حُجج الله على الخلق، وجدّتنا فاطمة (عليها السلام) حُجّة الله علينا).
كيف لا تكون حجتهم وهي التي لم يكن لها كفو إلّا زوجها علي بن أبي طالب (عليه السلام)؛ إذ قال الإمام الصادق (عليه السلام): (لولا أن أمير المؤمنين تزوجها لما كان لها كفو على وجه الأرض إلى يوم القيامة، آدم فمن دونه) الآمالي ج١٨، ص٥٩٢.
وهي خير من أولادها المعصومين، إذ يقول الحسين (عليه السلام): (...وأمي خير مني...) .
فهي إذن البرزخ الواصل بين النبوة والإمامة، ويشهد لها ذلك الحديث القدسيّ: (يا أحمد، لولاكَ لما خلقتُ الأفلاك، ولولا عليّ لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما) - مستدرك سفينة البحار ٣٣٤.
فهي حجة على أولادها المعصومين عليهم السلام.
يتبع..