السيّدة فاطمة (ع) - فاطمة نور الوجود
ديننا
فاطمة نور الوجود
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: 《إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين.. فكنا نسبحه حين لا تسبيح، ونقدسه حين لا تقديس.. فلما أراد الله تعالى أن ينشئ خلقه فتق نوري فخلق منه العرش.. ثم فتق نور ابنتي فخلق منه السماوات والأرض، فالسماوات والأرض من نور ابنتي فاطمة، ونور ابنتي فاطمة من نور الله، وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض..》بحار الأنوار، ج١٥، ص١٠- كتاب فاطمة الزهراء بهجة المصطفى/ العلامة أحمد الرحماني الهمداني.
يقول الإمام الخميني (قدس سره):
فاطمة الزهراء ليست امرأة عادية إنما هي موجود إلهي ملكوتي جبروتي ظهر في صورة امرأة.
يقول الإمام الخامنئي (دام ظله):
فاطمة الزهراء عليها السلام هي في الظاهر بصورة بشر، وامرأة، وامرأة شابة أيضا، ولكنها في المعنى هي حقيقة عظيمة، ونور إلهي ساطع، وعبد صالح، وإنسان مميز ومصطفى... كتاب إنسان بعمر ٢٥٠ سنة.
إن ولادة السيدة الزهراء عليها السلام فيه سر، ومن ضمن الأسرار التي حفت بالسيدة الزهراء عليها السلام، هو الاسم الذي أطلقه الله عليها، اسم الكوثر؛ أي الخير الكثير.
إن الاسم الذي أطلقه الله عز وجل على السيدة فاطمة فيه سر، وهذا السر متجدد ومتولد على الدوام، وأنها كانت مفتاح أسرار كل هذا الوجود الإنساني العظيم من حولها والذي تمثل بأسرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حتى وفاتها وشهادتها بقيت من الأسرار، ولعل الوحيد المؤهل أن يفك هذا أمام الناس هو القائم عجل الله فرجه الشريف.
إن من أعظم مخلوقات الله هو الإنسان، حيث بقي على هذه النعمة الإلهية (الفطرة) بحيث إذا نظرت إليه لا تفكر إلا بالله، ومن أعظم هؤلاء هو سر الله الذي أودعه هذا الكون هو وجود الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والرسول يقول: 《فاطمة روحي التي بين جنبي》، وهذا السر المودع بهذا الوجود هو بلا شك السيدة فاطمة عليها السلام.
إن السيدة الزهراء في حقيقتها، هي حقيقة النور المحمدي العلوي الذي يسري في العالم، ويمشي ويتحرك في العالم قبل أن يخلق الله الخلق، وأن الله أوجد العالم من أجل الكمال، ويقع الكمال في محمد وآل محمد، وهذا النور الذي يسري في العالم، يحرك العالم نحو كماله، ومن دون فاطمة لا يوجد كمال، ولا يوجد مقامات قرب من الله.
إن السبيل والواسطة والباب الذي فتح على بناء أسرة محمد هي فاطمة الزهراء عليها السلام، وبدون فاطمة ما كان بالإمكان أن يتحدث عن آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
إن أعظم الخير هي الرحمة المحمدية الفاطمية الإلهية. كما أنه من أعظم القيم في هذا الدين هو التربية على الولاء، وأن ميزة الولاية، أو ولايتنا للرسول محمد هي ولايتنا لله عز وجل، كما أن الحديث عن مسألة الولاية هو الذي يوحد أقسام العقيدة. ومن أجل هذه الولاية كانت شهادة السيدة الزهراء عليها السلام. الشيخ شفيق جرادي (بتصرف)
فالسلام على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها.