السيدة فاطمة - أدوار السيدة الزهراء (عليها السلام) الرسالية |2|
أدوار السيدة الزهراء (عليها السلام) الرسالية
|2|
السيدة الزهراء (عليها السلام)الزوجة تسبيحة فاطمة (عليها السلام)
كانت تتجلّى في شخصية الزهراء علاقتها بعلي(عليهما السلام) ليست علاقة عاطفية فقط بل علاقة احترام أيضًا، فالحياة الزوجية أن يعتبر كل منهما الآخر إنسان ذا كرامة يستحق الاحترام ويستحق التبجيل، وهذا ما كان بين علي وفاطمة سلام الله عليهما.
الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يروي لنا يقول: لما دخلت بفاطمة، قال لي: النبي(صلى الله عليه وآله وسلم):" يا علي! أدخل بيتك وألطف بزوجك وأرفق بها فإن فاطمة بضعة مني يؤلمها ما يؤلمني ثم يقول: فوالله ما أغضبتها، ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عز وجل" - بحار الأنوار/43.
يعني كانت شريكة معي في القرار، شريكة معي في الرأي، وكنت إذا رأيت وجهها تنجلي عني الهموم والأحزان
بابتسامتها الحنون، في عطفها الدافئ كانت تغمر أمير المؤمنين بعطفها وحنانها ودفئها فإذا رآها تنجلي عنه الهموم والغموم والأحزان.
الشيخ المجلسي يروي في البحار يقول: بعد وفاة النبي، تعرضت الزهراء للأذى الجسدي والنفسي بمقدار كبير.
الزهراء عليها السلام ما بكت أمام علي أبداً مع أحلامها، مع شدة ما بها، ما بكت أمامه ولا تألمت أمامه، كان كلما لقيها، تبتسم في وجهه، تنسى آلامها، تنسى شجونها، تنسى كل ما عندها في سبيل أن تسعد قلب أمير المؤمنين عليه السلام.
ومن صور حياتها الرائعة، الكمال الروحي أن فاطمة استقت بالقربة حتى أثّر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها، وكنست البيت حتى اغبرّت ثيابها حتى داخلها من ذلك ضرر بليغ فقال لها علي عليه السلام: أطلبي من أبيك خادم يعيننا على ما نحن فيه، فأقبلت إليه وهو مشغول بأصحابه فرجعت إلى البيت وعلم النبي بها، يقول علي قمنا إلى مضاجعنا فدخل رسول الله علينا فأردنا أن نقوم فقال: على مكانكما ثم جلس عندنا قال: ما عندكِ بنيه قالت: أني وجعه وأني كذا وكذا قال: ألا أعلمك خيراً من الخادم قالت: ما هو قال: إذا فرغتم من الصلاة أو قمتما إلى مضاجعكما فكبرا الله ٣٣ واحمداه ٣٣ وسبحاه ٣٤ فإنه خيراً لكما من الدنيا وما فيها، وكانت هذه سنة الزهراء أن تسبّح بعد كل فريضة وعند كل مهمة لذلك أصبح هذا التسبيح مستحب بعد كل صلاة وسمّي "بتسبيح الزهراء "
يتبع..