السيدة فاطمة (ع) - مقام لا ينال أو يعرف
السيدة الزهراء (عليها السلام)
مقام لا ينال أو يعرف
يرى الإمام الخميني (قده) أن للمعصومين (عليهم السلام) مقامين: الظاهر والباطن، وكلّما تحدث (قدس سره) عن ذلك أكّد عجزنا عن الإحاطة بالأبعاد الظاهرية لهم سلام الله عليهم أجمعين، فكيف الأبعاد الباطنية؟
عن الصديقة الطاهرة (عليها السلام) يقول (قدس سره): "إنني أعتبر نفسي قاصراً عن التحدث حول الصديقة الطاهرة سلام الله عليها وفي مضمون الحديث: "فمن ذا ينال معرفتنا أو بيان درجتنا أو يشهد كرامتنا أو يدرك منزلتنا؟ حارت الألباب والعقول وتاهت الأفهام فيما أقول.. جل مقام آل محمد عن وصف الواصفين ونعت الناعتين وأن يقاس بهم أحد من العالمين
ويعكس الإمام (قدس سره) ذلك قائلاً: "إن مقام هؤلاء الأولياء أسمى وأرفع من أن تنال آمال أهل المعرفة أطراف كبرياء جلالهم وجمالهم وأن تبلغ خطوات معرفة أهل القلوب ذروة أعمالهم.
إن لأهل بيت العصمة والطهارة مقاماً روحانياً شامخاً في السير المعنوي إلى الله يفوق قدرة استيعاب الإنسان حتى من الناحية العلمية وأسمى من عقول ذوي العقول وأعظم من شهود أصحاب العرفان
إن أرقى ما يصل إليه الذي يصف نبذة من مقام الولاية لهم هو كوصف الخفّاش الشمس المضيئة للعالمين
الزهراء (عليها السلام) كائن ملكوتي
ليست الصديقة (عليها السلام) كباقي الخلق ولا امرأة عادية، وإنما في عالمها الباطني المعنوي كائن ملكوتي تجلّى في الوجود بصورة إنسان، وظهر على هيئة امرأة، بما اجتمع فيها من المظاهر الإلهية والأبعاد المعنوية والجوامع الملكوتية.
يقول الإمام الخميني (قدس سره): "إن مختلف الأبعاد التي يمكن تصورها للمرأة وللإنسان تجسّدت في شخصية فاطمة الزهراء (عليها السلام).
لم تكن الزهراء امرأة عادية، كانت امرأة روحانية ملكوتية. كانت إنساناً بتمام معنى الكلمة.. حقيقة الإنسان الكامل، لم تكن امرأة عادية بل هي كائن ملكوتي تجلى في الوجود بصورة إنسان، بل كائن جبروتي ظهر على هيئة امرأة... الكائن الذي اجتمعت فيه المعنويات والمظاهر الملكوتية، والإلهية والجبروتية والملكية والإنسية.